مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

من الذي قتل الحسين رضي الله عنه؟


لقد نصح محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنيف أخاه الحسين رضي الله عنهم قائلا له: يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك. وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى.

وقال الشاعر المعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين هو بصدد القدوم إليهم: "قلوبهم معك وأسيافهم عليك والأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء. فقال الحسين: صدقت لله الأمر، وكل يوم هو في شأن، فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته".

والإمام الحسين رضي الله عنه عندما خاطبهم أشار إلى سابقتهم وفعلتهم مع أبيه وأخيه في خطاب منه: "… وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري مما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم …" وسبق للإمام الحسين رضي الله عنه أن ارتاب من كتبهم وقال: "إن هؤلاء أخافوني وهذه كتب أهل الكوفة وهم قاتلي". وقال رضي الله عنه في مناسبة أخرى: "اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا".

قلت: نعم إن شيعة الحسين رضي الله عنه دعوه ينصروه فقتلوه.
قال الشيعي حسين كوراني: "أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين، بل انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث، وهو أنهم بدأوا يسارعون بالخروج إلى كربلاء، وحرب الإمام الحسين عليه السلام، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسجيل المواقف التي ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، مثلا نجد أن عمرو بن الحجاج الذي برز بالأمس في الكوفة وكأنه حامي حمى أهل البيت، والمدافع عنهم، والذي يقود جيشاً لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة، يبتلع كل موفقه الظاهري هذا ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين لنتأمل النص التالي: وكان عمرو بن الحجاج يقول لأصحابه: "قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة…".

وقال حسين كوراني أيضا: "ونجد موقفا آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبد الله بن حوزة التميمي يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام ويصيح: أفيكم حسين؟ وهذا من أهل الكوفة، وكان بالأمس من شيعة علي عليه السلام، ومن الممكن أن يكون من الذين كتبوا للإمام أو من جماعة شبث وغيره الذين كتبوا … ثم يقول: يا حسين أبشر بالنار …".

ويتساءل مرتضى مطهري: كيف خرج أهل الكوفة لقتال الحسين عليه السلام بالرغم من حبهم وعلاقتهم العاطفية به؟ ثم يجيب قائلا: "والجواب هو الرعب والخوف الذي كان قد هيمن على أهل الكوفة. عموما منذ زمن زياد ومعاوية والذي ازداد وتفاقم مع قدوم عبيد الله الذي قام على الفور بقتل ميثم التمار ورشيد ومسلم وهانئ … هذا بالإضافة إلى تغلب عامل الطمع والحرص على الثروة والمال وجاه الدنيا، كما كان الحال مع عمر بن سعد نفسه… 

وأما وجهاء القوم ورؤساؤهم فقد أرعبهم ابن زياد، وأغراهم بالمال منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى الكوفة، حيث ناداهم جميعاً وقال لهم من كان منكم في صفوف المعارضة فإني قاطع عنه العطاء. نعم وهذا عامر بن مجمع العبيدي أو مجمع بن عامر يقول: أما رؤساؤهم فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم".

ويقول الشيعي كاظم الإحسائي النجفي: "إن الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين عليه السلام ثلاثمائة ألف، كلهم من أهل الكوفة، ليس فيهم شامي ولا حجازي ولا هندي ولا باكستاني ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي بل كلهم من أهل الكوفة، قد تجمعوا من قبائل شتى".

وقال المؤرخ الشيعي حسين بن أحمد البراقي النجفي: "قال القزويني: ومما نقم على أهل الكوفة أنهم طعنوا الحسن بن علي عليهما السلام، وقتلوا الحسين عليه السلام بعد أن استدعوه".

وقال المرجع الشيعي المعروف آية الله العظمى محسن الأمين: "ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا غدروا به، وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، فقتلوه".

وقال جواد محدثي: "وقد أدت كل هذه الأسباب إلى أن يعاني منهم الإمام علي عليه السلام الأَمَرَّين، وواجه الإمام الحسن عليه السلام منهم الغدر، وقتل بينهم مسلم بن عقيل مظلوماً، وقتل الحسين عطشاناً في كربلاء قرب الكوفة وعلى يدي جيش الكوفة".

ونقل شيوخ الشيعة أبو منصور الطبرسي وابن طاووس والأمين وغيرهم عن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين رضي الله عنه وعن آبائه أنه قال موبخاً شيعته الذين خذلوا أباه وقتلوه قائلا: "أيها الناس نشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه، فتباً لما قدمتم لأنفسكم، وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله على آله وسلم إذ يقول لكم: "قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي".

فارتفعت أصوات النساء بالبكاء من كل ناحية، وقال بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون. فقال عليه السلام: رحم الله امرءاً قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله ورسوله وأهل بيته فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة. فقالوا بأجمعهم: نحن كلنا سامعون مطيعون حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فإنا حرب لحربك، وسلم لسلمك، لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا، فقال عليه السلام: هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة حيل بينكم ويبن شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إليَّ كما أتيتم آبائي من قبل؟ كلا ورب الراقصات فإن الجرح لما يندمل، قتل أبي بالأمس وأهل بيته معه، ولم ينسني ثكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وثكل أبي وبني أبي ووجده بين لهاتي ومرارته بين حناجري وحلقي وغصته تجري في فراش صدري…".

وعندما مر الإمام زين العابدين رحمه الله تعالى وقد رأى أهل الكوفة ينوحون ويبكون، زجرهم قائلا: "تنوحون وتبكون من أجلنا فمن الذي قتلنا؟".

وفي رواية أنه عندما مرَّ على الكوفة وأهلها ينوحون وكان ضعيفاً قد انهكته العلة، فقال بصوت ضعيف: "أتنوحون وتبكون من أجلنا؟ فمن الذي قتلنا؟".

وفي رواية عنه رحمه الله أنه قال بصوت ضئيل وقد نهكته العله: "إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم؟".

وتقول أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما: "يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه، ونكبتموه، فتبا لكم وسحقا لكم، أي دواه دهتكم، وأي وزر على ظهوركم حملتم، وأي دماء سفكتموها، وأي كريمة أصبتموها، وأي صبية سلبتموها، وأي أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه وآله، ونزعت الرحمة من قلوبكم". ونقل لنا عنها رضي الله عنها الطبرسي والقمي والمقرم وكوراني وأحمد راسم وفي تخاطب الخونة الغدرة المتخاذلين قائلة: 

"أما بعد يا أهل الكوفة ويا أهل الختل والغدر والخذل والمكر، ألا فلا رقأت العبرة، ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون إيمانكم دخلاً بينكم، هل فيكم إلا الصلف والعجب، والشنف والكذب، وملق الإماء، وغمر الأعداء، كمرعى على دمنهُ، أو كفضة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون أخي؟ أجل والله، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلا، فقد بليتم بعارها ومنيتم بشنارها، ولن ترخصوها أبداً، وأنى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ حربكم، ومعاذ حزبكم، ومقر سلمكم، ومفزع نازلتكم، والمرجع إليه عند مقالتكم، ومنار حجتكم، ألا ساء ما قدمتم لأنفسكم وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعساً تعساً ونكساً نكساً، لقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة، أتدرون ويلكم أي كبد لمحمد فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟ وأي حرمة له انتهكتم؟ وأي دم له سفكتم؟ لقد جئتم شيئا إدّاً، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً، لقد جئتم بها شوهاء خرقاء كطلاع الأرض وملء السماء".


وينقل الشيعي أسد حيدر عن زينب بنت علي رضي الله عنهما وهي تخاطب الجمع الذي استقبلها بالبكاء والعويل فقالت تؤنبهم: "أتبكون وتنتحبون؟! أي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا، فقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة…".

وفي رواية أنها أطلت برأسها من المحمل وقالت لأهل الكوفة: "صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء".

إني لأندم أشد الندم على يوم ينقص فيه عمري ولا يزيد فيه عملي إبن مسعود رضي الله تعالى عنه

من حب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه للخلفاء الثلاثة أن سمَّى أبناءه بأسمائهم، وقد قاتل هؤلاء مع أخيهم الحسين في كربلاء، ونلاحظ تعمد خطباء الشيعة عدم ذكر هذه الأسماء الطيبة حتى لا يعيد رواد الحسينيات النظر في مواقفهم من الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم، وأبناؤه هم:

- أبو بكر بن علي بن أبي طالب: ذكره المفيد والطبرسي والأربلي وعباس القمي وباقر شريف القرشي وهادي النجفي وصادق مكي وابن شهر آشوب.

- عمر بن علي بن أبي طالب: ذكره المفيد والطبرسي وابن شهر آشوب والأربلي والنجفي.

- عثمان بن علي بن أبي طالب: ذكره محمد بن النعمان الملقب بالمفيد وابن شهر آشوب والطبرسي والأربلي والقمي والقرشي وهادي النجفي وصادق مكي.

- أبو بكر بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ذكره المفيد والطبرسي والأربلي والقمي والقرشي وهادي النجفي. وصادق مكي.

- عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ذكره المفيد والطبرسي وصادق مكي.

وهؤلاء الأخيار لقوا مصرعهم في كربلاء كما صرح بهذا من نقلنا عنهم في هذا المختصر، فرحمة الله عليهم وعلى آبائهم، وإنما ذكرناهم لكي يعلم الشيعي المنصف مبلغ حب أهل البيت للخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن هناك من أهل البيت أيضا من سمى أبناءه بأسماء الخلفاء ويكفيك منهم الإمام الجليل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو المعصوم الرابع عند الإمامية الاثنى عشرية فإن له ابناً اسمه عمر ذكره المفيد وقال الحر العاملي فيه: "كان فاضلا جليلا ولي صدقات النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وكان ورعاً متجنباً ".

ثم وجدت الشيعي الملقب عندهم بالعلامة والمحقق البحاثة مرتضى العسكري يذكر أبناء علي بن أبي طالب الثلاثة: أبا بكر وعمر وعثمان في كتابه معالم المدرسين صفحة 127 من الجزء الثالث.

ولا شك أن الإنسان يختار لأبنائه أحب الأسماء إليه فأبو بكر وعمر وعثمان أحب الأصحاب إلى قلب علي رضي الله عنهم فسمى أبناءه بأسمائهم.

استشهـاد الحسين رضي الله عنه .. دراسة نقديـة تحليلـة

  يزيد بن معاوية رحمه الله كما هو معروف أصبح خليفة للمسلمين، وانقاد له الناس وظل معترفاً به من غالب الصحابة والتابعين وأهل الأمصار حتى وفاته، ولقد امتنع عن بيعته اثنان من الصحابة فقط وهما: الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم .

وكان الشيعة في العراق يطالبون الحسين بالقدوم عليهم، وخرج الحسين إلى العراق بعد أن كتب إليه مسلم بن عقيل بكثرة المبايعين وأن الأمور تسير لصالحه.

ولو أننا لاحظنا موقف يزيد بن معاوية من الحسين بن علي طوال هذه الفترة التي كان خلالها الحسين معلناً الرفض التام للبيعة ليزيد، وهي الفترة التي استمرت (شهر شعبان ورمضان وشوال وذي القعدة) لوجدنا أن يزيد لم يحاول إرسال جيش للقبض على المعارضين (الحسين وابن الزبير) بل ظل الأمر طبيعياً وكأن يزيد لا يهمه أن يبايعا أو يرفضا. وكما يبدو، فإن يزيد حاول أن يترسم خطى والده في السياسة ويكون حليماً حتى آخر لحظة، وأن يعمل بوصية والده، وذلك بالرفق بالحسين ومعرفة حقه وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.


ولهذا تدارك يزيد الأمر وعين عبيد الله بن زياد أميراً على الكوفة، واستطاع ابن زياد بما وهب من حنكة ودهاء وحزم أن يسيطر على الكوفة وأن يقتل دعاة التشيع بها.

وفي المقابل فإن يزيد بن معاوية لم يكن غافلاً عن تحركات الحسين رضي الله عنه، و لهذا لما عزم الحسين على التوجه إلى الكوفة كتب يزيد إلى ابن زياد رسالة يخبره بقدوم الحسين إلى الكوفة قائلاً له: بلغني أن حسيناً سار إلى الكوفة وقد ابتلى به زمانك بين الأزمان وبلدك بين البلدان وابتليت به بين العمال .. وضع المناظر والمسالح واحترس على الظن وخذ على التهمة، غير ألا تقتل إلا من قاتلك، واكتب إلى في كل ما يحدث من الخبر، والسلام عليك ورحمة الله. مجمع الزائد (9/193) ورجاه ثقات إلا أن الضحاك لم يدرك القصة. والطبري (5/380 ).

وعند النظر إلى المقطع الأول من كلام يزيد فإننا نحس بأن يزيد يوجه ابن زياد إلى مكانة الحسين وعلو قدره، وإلا فما معنى (قد ابتلي به زمانك من بي الأزمان ..) . ولم كان يزيد حريصاً على قتل الحسين لما أطراه لعامله بهذا الشكل المخيف وحذره منه، كما أنه لا يعني أن هذا التضخيم من شأن الحسين هو حمل ابن زياد على الاستعداد له بكل ما يستطيع، وذلك لأن الحسين خرج في عدد قليل ويزيد يعرف هذا. وليس في عبارات يزيد ما يدل على أنه طلب من ابن زياد الاجتهاد في القضاء على الحسين، بل إن الشق الثاني من رسالة يزيد تلزم ابن زياد بعدم قتل أحد إلا في حالة مقاتلة المعتدي، كما أن فيها طلباً أكيداً من ابن زياد بوجوب الرجوع إلى يزيد في كل حدث يحدث، ويكون المقرر الأخير فيه هو يزيد نفسه.

وبعد أن اقترب الحسين من الكوفة واجهه ابن زياد بالتدابير التي سبق ذكرها، حتى أرسل إلى الحسين عمر بن سعد قائداً على سرية ألجأت الحسين إلى كربلاء، كان وصول الحسين إلى كربلاء هو يوم الخميس الموافق الثالث من المحرم . الطبري (5/409 ).

واستمرت المفاوضات بين ابن زياد وبين الحسين بعد وصوله إلى كربلاء حتى قتل رضي الله عنه في العاشر من المحرم. أي أن المفاوضات استمرت أسبوعاً واحداً تقريباً، ومن المعلوم أن المسافة التي تفصل بين دمشق والكوفة تحتاج إلى وقت قد يصل إلى أسبوعين، أي أن ابن زياد اتخذ قراره والذي يقضي بقتل الحسين دون الرجوع إلى يزيد، أو أخذ مشورته في هذا العمل الذي أقدم عليه، وبذلك يكون قرار ابن زياد قراراً فردياً خاصاً به لم يشاور يزيد فيه، وهذا الذي يجعل يزيد يؤكد لعلي بن الحسين بأنه لم يكن يعلم بقتل الحسين ولم يبلغه خبره إلا بعد ما قتل.


أما بالنسبة إلى تتبع قتلة الحسين رضي الله عنه، فإن هذا ليس من السهولة، فنفس الصعوبات التي اعترضت علياً رضي الله عنه في عدم تتبعه لقتلة عثمان رضي الله عنه، ومن بعده معاوية رضي الله عنه، والذي كان من المصرين على تنفيذ القصاص على قتلة عثمان، سوف تعترض يزيد بن معاوية لو أنه أراد تتبع قتلة الحسين.

ولعل تصرف سليمان بن صُرَدْ رضي الله عنه الذي قاد التوابين ضد ابن زياد يوضح هذه المسألة بوضوح، فقد أدرك سليمان بن صرد أن قتلة الحسين رضي الله عنه في الكوفة، ومع ذلك اتجه لمقاتلة ابن زياد بدلاً من مقاتلة قتلة الحسين في الكوفة قائلاً لأصحابه: (إني نظرت فيما تذكرون فرأيت أن قتلة الحسين هم أشراف أهل الكوفة، وفرسان العرب، وهم المطاَلبون بدمه، ومتى علموا ما تريدون وعلموا أنهم المطاَلبون كانوا أشد عليكم، ونظرت فيمن تبعني منكم فعلمت أنهم لو خرجوا لم يدركوا ثأرهم ولم يشفوا أنفسهم، ولم ينكوا في عدوهم وكانوا لهم حذراً .. الطبري (5/558).

وبهذا يتضح السبب أكثر في عدم تتبع قتلة الحسين، وبالأخص من قبل الدولة الأموية؛ إذ ليس الأمر بالهين وهم يتبعون قبائل كبيرة لها وزنها الاجتماعي والسياسي، فلربما أدى تصرف مثل هذا، إلى زعزعة أمن الدولة وبالأخص في منطقة العراق كلها، ثم إن يزيد لم يتفرغ بعد لمحاسبة ولاته، بل كانت الثورات متتابعة، فمعارضة ابن الزبير أخذت تكبر وتنمو، وأهل الحجاز قلوبهم ليست مع يزيد إلى غير ذلك من مشاكل الدولة الخارجية، والتي تجعل يزيد عاجزاً عن اتخاذ موقف قوي مع ولاته أو الذين أخطأوا في حق الحسين رضي الله عنه.

هذا بالنسبة لموضوع خروج الحسين ومقتله رضي الله عنه، وموقف يزيد من ذلك .. والله تعالى أعلم . 

كيف أستحدث الشيعة بدعة النياحة واللطم؟



 أخي الكريم أن ما يفعله الشيعة في الحسينيات تحت مسمى الشعائر الحسينية هي من البدع التي استحدثها ودعا إليها علماء الشيعة فقد ألف داعيتهم عبد الحسين شرف الموسوي كتابا سماه (المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة) حاول فيه كعادته في مؤلفاته الدفاع عن البدع والخرافات التي يتعبد بها الشيعة، ومنها: المآتم كما يفهم من عنوان الكتاب، فقد حاول أن يثبت جواز إقامة المآتم من بكاء النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم(راجع صفحة 11 وما بعدها من مجالسة الفاخرة).

نعم لقد ذرفت عينا النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ما تفعله الشيعة في مآتمهم؟
وهل جعل النبي صلى الله عليه وسلم من موت عمه حمزة رضي الله عنه وغيره مناسبة سنوية يجمع فيها الناس ويتفنن باكيا أو متباكيا لكي يبكي الحاضرون كما يفعل علماء الشيعة وخطباؤهم في الحسينيات؟
وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع شراب العصير في ذكرى مقتل أو موت من ذكرهم هذا الشيعي؟‍.
ولماذا استعمل عبد الحسين القياس، والقياس محرم في مذهبة؟

يقول: "وقد استمرت سيرة الأئمة على الندب والعويل وأمروا أولياءهم بإقامة مآتم الحزن على الحسين جيلاً بعد جيل"(المجالس الفاخرة ص 17).

وقال وهو يرد على من يعيب على الشيعة نياحهم وعويلهم:
"ولو علم اللائم الأحمق بما في حزننا على أهل البيت، والنصرة لهم، والحرب الطاحنة لأعدائهم، لخشع أمام حزننا الطويل، ولأكبر الحكمة المقصودة من هذا النوح والعويل، ولاذ من الأسرار في استمرارنا على ذلك في كل جيل"(المجالس الفاخرة ص 26 – 27).

ويقسِّم الدكتور الشيعي هادي فضل الله موافق علماء الشيعة من اللطم وغيرها مما يقوم به الشيعة في حسينياتهم إلى قسمين:
1 - المدرسة الإصلاحية: وتضم فريق المجددين الذي تزعمه محسن الأمين، ومن الأمور التي تركز المدرسة الإصلاحية على الابتعاد عنها وتحرم بعضها هي ضرر النفس بالضرب حتى الإدماء، واختلاق الأخبار، وذكرها، وإقامة الشبيه (أي تمثيل مسرحية لملحمة كربلاء)(رائد الفكر الإصلاحي ص 137).
2 - المدرسة المحافظة وتضم فريق المحافظين الذي تزعمه عبد الحسين صادق وهي تركز على أن كل شيء لك مباح وإن أدى إلى الأذى. ما دام لا نص على حرمته وبالتالي فلا شيء في نظرها محرم مما ذكرته المدرسة الإصلاحية"(رائد الفكر الإصلاحي هامش صفحة 138).
ثم يتعرض هادي فضل الله إلى موقف عبد الحسين شرف الدين الموسوي من المدرستين فيقول: "لقد راح مفكرنا – أي عبد الحسين – يؤكد أن المآتم الحسينية بجميع مظاهرها ليست من الحرام في شيء معتمداً على القاعدة الشرعية التي تنص على أن الأصل في الأشياء الإباحة لا الحرمة، فهو لم يحرم مظاهر المآتم الحسينية كما تفعل المدرسة الإصلاحية …"(رائد الفكر الإصلاحي هامش صفحة 137).

وقال حسن مغنية: "وأما فيما يتعلق بإقامة الشعائر الحسينية في عاشوراء فهو أمر له مظاهره، فإذا جاء المحرم رأيت المساجد العاملية والنوادي الحسينية ومداخل القرى مجللة بالسواد، متسربلة بالحزن، عليها علامات الأسى واللوعة، وتراءت وجوه العاملين تعلوها الكآبة، وتتشح بالشجن، فالنفوس منقبضة، والوجوه متجهمة، والقلوب فزعة جزعة، قد تملكها الهلع من فاجعة كربلاء، فهنا وهناك عويل ونواح يكربان القلب، ويوجعان الصدر … "(آداب المنابر ص 176).
وقال أيضا: وفي صبيحة اليوم العاشر يكون قد وفد إلى النبطية عشرات الألوف من أبناء الطائفة وغيرها للاشتراك بإحياء الذكرى، ويبدأ الاحتفال بقراءة مصرع الحسين في حسينية النبطية التحتا في الساعة الثامنة صباحا، ينتهي في الساعة التاسعة والنصف تقريبا حيث يجري تمثيل المصرع، فيشترك في التمثيل أبناء النبطية كباراً وصغاراً نساء ورجالاً، بالإضافة إلى من نذره أهله لهذه الغاية من الأطفال، وتمثل في ساحة النبطية العامة واقعة الطف، حيث يشهدها حشد من المؤمنين يقدر بأكثر من خمسين ألفاً، يتم التمثيل في جو عابق بالحماس الديني، ثم يطوف بعد ذلك عدد من الشبان والأطفال في المدينة، وهم عراة الصدور يضربون رؤوسهم بالسيوف والخناجر، وظهورهم بالسلاسل، بشكل يبعث في النفوس الأسى …"(آداب المنابر ص 181).

وقال الشيعي المعروف عند قومه الدكتور أحمد الوائلي (ويسمونه كبير خطباء المنبر الحسيني) عندما سئل عن ضرب الشيعة أنفسهم وجرح صدورهم في يوم عاشوراء؟ قال: "سبق للعلماء وأعطوا رأيهم في هذا الموضوع، وقالوا: إن هذا الضرب إن أضر بالنفس فهو محرم، وإذا لم يلحق بالنفس ضرراً فلم يحرم، فهو مجرد تعبير وجداني عن حبهم للحسين"(مجلة مرآة الأمة الكويتية العدد 1073/16 يونيو 1997).

ويقول الكاتب الشيعي عبد الهادي عبد الحميد الصالح: "في حالة عدم إيذاء النفس فإن اللطم جائز، ويعتبر نوعا من التعبير عما يجيش داخل النفس، وهي حالة فطرية‍‍، تجاه الإنسان في مشاعره فقد تراه يصفق أو يقوم من مكانة فرحاً بشرط عدم الضرر البليغ بالنفس، وهناك بعض من الفتاوى التي صدرت من بعض العلماء التي حرمت أو على الأقل لا تحبذ عملية التطبير، وهي على كل حال كما أرى حالة من واقع البيئة الاجتماعية تدعوا فعلا إلى تصحيحها وهي قضية لا تعبر بالضرورة عن أصل العقيدة"(تعال نتفاهم ص 61).
ويقول شيخهم مهدي محمد السويج في كتابه "مائة مسألة مهمة حول الشيعة" ما نصه: "

ولهذا ترى اللاطمين في ذكرى مأساة الحسين إنما يعبرون عن العواطف الجياشة، والمودة الصادق من جانب، كما يعبرون من جانب آخر بنفس لطمهم يعبرون عن السخط على الظالمين ابتداء من هناك وصولاً إلى هنا، وامتداداً حتى النهاية، ففي كل الأزمان يزيد وابن زياد، وفي كل زمان ضعفاء يعبرون عن ذلك باللطم ونحوه"(مائة مسألة مهمة حول الشيعة ص 168 – 169).
ويقول من وصفوه بالأستاذ المحقق طالب الخَرسان: بهذا وأمثاله قامت النائحات في جميع العواصم الإسلامية يندبن الحسين (ع) ومن قتل معه من بنيه وأخوته وأنصاره"(ثورة الطف ص 75).

ونقل شيخهم الدكتور عبد علي محمد حبيل عن شيخهم حسن الدمستاني أنه قال: "النياحة على الحسين واجبة وجوباً عينيا"(ملحمة الطف ص 15).

وقال علي الخامنئي: هناك أمور تقرب الناس إلى الله وتعزز تمسكهم بتعاليم الدين، ومن هذه الأمور مراسم العزاء التقليدية، وأن ما أوصانا الإمام(أي الخميني) بإقامة مواسم العزاء التقليدية هو المشاركة في المجالس الحسينية، ونعي الإمام الحسين، والبكاء عليه، واللطم على الصدور في مواكب العزاء، وهي من الأمور التي تعزز المشاعر الجياشة إزاء أهل البيت ... أجل من المراسم اللطم على الرؤوس والصدور"(فلسفة عاشوراء ص 8 – 9).
وقال مرجع الشيعة الراحل آية الله العظمى الخميني موجهاً كلامه إلى خطباء الشيعة: "تكليف السادة الخطباء أن يقرءوا المراثي، وتكليف الناس يقتضي أن يخرجوا في المواكب الرائعة، مواكب اللطم …. ولكن لتخرج المواكب ولتلطم الصدور، وليفعلوا ما كانوا يفعلونه سابقا …"(نهضة عاشوراء ص 107).

وقال أيضا: "إن مواكب اللطم هذه هي التي تمثل رمزاً لانتصارنا، لتقم المآتم والمجالس الحسينية في أنحاء البلاد، وليلق الخطباء مراثيهم، وليبك الناس …. ولتمارس مواكب اللطم والردات والشعارات الحسينية ما كانت تمارسه في السابق، واعلموا أن حياة هذا الشعب رهينة بهذه المراسم والمراثي والتجمعات والمواكب"(نهضة عاشوراء ص 108).

لمحات تاريخية: الزعيم المصري الوطني ويصا واصف .. تعرف عليه



ويصا واصف "1873-1931) سياسي مصري وفدي.

ولد في طهطا عام 1873م م وتوفي في القاهرة عام 1931. وكانت مظاهرات تشييع الجنازة تتصاعد: "لن ننساك يا محطم السلاسل" وهذه لها قصة.. في حياة "سعد زغلول" كان "ويصا" وكيلا لمجلس النواب ، وفي حياة مصطفى النحاس كان رئيسا لمجلس النواب. ورفض ويصا بإصرار محاولات أحمد زيوار باشا لضمه إلى وزارته التي شكلها في 4 نوفمبر 1924م على أثر إستقالة وزارة سعد باشا عقب مقتل "السير لي ستاك".

وفي عهد وزارة "النحاس باشا" الثانية يناير – 30 يونيو عام 1930" حدث خلاف دستوري بين الملك فؤاد والنحاس باشا ، فأقال الملك فؤاد حكومة النحاس باشا ، وحاول إسماعيل صدقي أن يضم إلى وزارته "ويصا واصف" دون جدوى. وأجل الملك إنعقاد البرلمان لمدة شهر يبدأ من 21 يونيو وأمر صدقي بإغلاق البرلمان بالسلاسل. وحاصر الشوارع المؤدية إلى البرلمان بقواته. وتصدم "مصطفى النحاس" وإخترق الحصار بسيارته ومن خلفه النواب ليصلوا إلى مقر البرلمان بالقوة. وقال "الزعيم" الحريص على التقاليد لابرلمانية قال في حزم: "إن رئيس مجلس النواب هو وحده صاحب الحق في أن يأمرالحراس بفتح الأبواب.. وتقدم "ويصا واصف" رئيس المجلس وأمر الحرس بتحطيم السلاسل وفتح الأبواب.. وتقدم الصفوف إلى الداخل. وكانت مظاهرة تاريخية.. تحدث فيها "مصطفى النحاس" بإعتباره نائباً عن دائرة سمنود.

لمحات تاريخية: العالم الكبير إبن خلدون


تمثال لابن خلدون في العاصمة التونسية
 ابن خلدون كان فلكيا، اقتصاديا، مؤرخا، فقيه، حافظ، عالم رياضيات، استراتيجيا عسكريا، فيلسوف، غدائي ورجل دولة، يعتبر مؤسس علم الاجتماع. ولد في إفريقية في ما يعرف الآن بتونسعام 1332م (732هـ) من أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته، وكان أبوه هو معلمه الأول, شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، 


نزح أهله من الأندلس في منتصف القرن السابع الهجري، وتوجهوا إلى تونس، وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين, قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة بقلعة أولاد سلامة بالجزائر، وعمل بالتدريس في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامعة القرويين في فاس الذي أسسته الأختان الفهري القيروانيتان وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة، مصر والمدرسة الظاهرية وغيرهم وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيهاً متميزاً خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة

 وكان في طفولته قد درس بمسجد القبة الموجود قرب منزله سالف الذكر المسمى "سيد القبّة". توفي في القاهرة سنة 1406 م (808هـ). ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك.

يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت. وله مساهمة فعالة في علم التربية والذي لم يكن معروفاً كعلم أكاديمي مستقل مثل اليوم 

كثير من الكتاب الغربيين وصفوا تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ، وهو له تقدير كبير عندهم. ربما تكون ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته وتجاربه ودعاه 

التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.

توفي في مصر عام 1406 م، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة. وقبره غير معروف. ويبقى ابن خلدون اليوم شاهدا على عظمة الفكر الإسلامي المتميز بالدقة والجدية العلمية والقدرة على التجديد لاثراء الفكر الإنساني.

لمحات تاريخية: أبو نواس شاعر الخمرة والمجون




أبو نواس أو الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي شاعر عربي من أشهر شعراء العصر العباسي. يكنى بأبي علي و أبي نؤاس و النؤاسي. وعرف أبو نواس بشاعر الخمر.

تمثال للشاعر أبو نؤاس في العاصمة العراقية بغداد
هو أبو علي الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس، ولد في أهواز من بلاد خوزستان جنوب غربي إيران سنة 146ه /763م ) لأب دمشقي حكمي وأمٍ فارسية واسمها جُلبان، والمرجح أن والده كان من جند مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية في دمشق.

بعد هزيمة مروان في معركة الزاب الأعلى، أنتقلت أسرة الشاعر إلى البصرة، والطفل أبو نواس في الثانية من عمرهِ، وقيل في السادسة، وما لبث أن مات أبوهُ، فأسلمته أمه إلى الكتّاب، ثم إلى عطار يعمل عنده أجيراً، يبري عيدان الطيب.


توفي والده فانتقلت به أمه من أهواز إلى البصرة في العراق، وهو في السادسة من عمره، وعندما أيفع وجهتهُ إلى العمل في حانوت عطار وحين آلت الخلافة إلى بني العباس، انتقل من البصرة إلى الكوفة، ولم تذكر لنا كتب التاريخ سبب ذلك، غير أنه التقى والبة بن الحباب الأسدي الكوفي أحد الشعراء اللامعين في ميدان الخلاعة والتهتك، فعني به والبة أي عناية، إذ عمل على تأديبهِ و تخريجهِ. وصحب جماعةً من الشعراء الماجنين كمطيع بن إياس وحماد عجرد. ثم انتقل إلى بادية بني أسد فأقام فيهم سنةً كاملةً آخذاً اللغة من منابعها الأصيلة. ثم عاد إلى البصرة وتلقى العلم على يد علمائها أدباً وشعراً.

وعندما توفي والده تلقفه شيخ من شيوخ اللغة والأدب والشعر، هو خلف الأحمر، فأخذ عنه كثيراً من علمهِ وأدبه، وكان له منه زاد ثقافي كبير، حتى أنه لم يسمح له بقول الشعر حتى يحفظ جملة صالحة من أشعار العرب ويقال: إن أبا نواس كلما أعلن عن حفظه لما كلفه به، كان خلف يطلب إليه نسيانها، و في هذا لون رفيع من ألوان التعليم، حتى لا يقع هذا الشاعر الناشئ في ربقة من سبقه من الشعراء المتقدمين و قد روي عن أبي نواس قوله: "ما ظنكم برجل لم يقل الشعر حتى روى دواوين ستين امرأة من العرب منهن الخنساء و ليلى الأخيلية فما ظنكم بالرجال؟".

وما كاد أبو نواس يبلغ الثلاثين، حتى ملك ناصية اللغة والأدب، وأطل على العلوم الإسلامية المختلفة، من فقه وحديث ، ومعرفة بأحكام القرآن، وبصر بناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه، وما أن تم لابن هاني هذا القدر من المعرفة حتى طمح ببصره إلى بغداد، عاصمة الخلافة، ومحط آمال الشعراء. ولكن نظرة سريعة في ديوانه تجد غلبة الخمر عليه، للحد الذي جعله يفضلها على كل شيء.

شارع أبو نواس في بغداد
ولم يقتصر طلبه العلم على الشعر والأدب بل كان يدرس الفقه والحديث والتفسير حتى قال فيه ابن المعتز في كتابه ’طبقات الشعراء‘ : "كان أبو نواس ٍ عالماً فقيهاً عارفاً بالأحكام والفتيا، بصيراً بالاختلاف، صاحب حفظٍ ونظرٍ ومعرفةٍ بطرق الحديث، يعرف محكم القرآن ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه".

وفي البصرة شغف أبو نواسٍ بجاريةٍ تدعى ’جَنان‘ وغناها بشعرٍ كثيرٍ يعبر عن عمق شعوره نحوها. وقد قصد أبو نواسٍ بغداد وامتدح هارون الرشيد ونال مكانةً مرموقةً لديه، ولكنه  أي هارون الرشيد  كان كثيراً ما يحبسه عقاباً له على ما يورد في شعره من المباذل والمجون. 

وقد أطال الرشيد حبسه حتى عفا عنه بشفاعةٍ من البرامكة الذين كان أبو نواسٍ قد اتصل بهم ومدحهم. ولعل صلته الوثيقة بهم هي التي دفعته إلى الفرار حين نكبهم الرشيد فيما عرف فيما بعد بنكبة البرامكة.

ذهب أبو نواسٍ إلى دمشق ثم إلى مصر متجهاً إلى الفسطاط، عاصمتها يومذاك، واتصل بوالي الخراج فيها الخصيب بن عبد الحميد فأحسن وفادته وغمره بالعطاء فمدحه بقصائد مشهورة.

توفي هارون الرشيد وخلفه ابنه الأمين، فعاد أبو نواسٍ إلى بغداد متصلاً به، فاتخذه الأمين نديماً له يمدحه ويُسمعه من طرائف شعره. غير أن سيرة أبي نواسٍ ومجاهرته بمباذله جعلتا منادمته الأمين تشيع بين الناس. وفي نطاق الصراع بين ابني الرشيد ، الأمين والمأمون ، كان خصوم الأمين يعيبون عليه اتخاذ شاعرٍ خليعٍ نديماً له، ويخطبون بذلك على المنابر ، فيضطر الأمين إلى حبس شاعره. وكثيراً ما كان يشفع الفضل بن الربيع له لدى الخليفة 
فيخرجه من سجنهِ. وعندما توفي الأمين رثاه أبو نواسٍ بقصائد تنم عن صدق عاطفته نحوه.

لم يلبث أبو نواسٍ أن توفي في عام ( 195ه / 810م )، قبل أن يدخل المأمون بغداد، وقد أختلف في مكان وفاته أهي في السجن أم في دار إسماعيل بن نوبخت. وقد أختلف كذلك في سبب وفاته وقيل إن إسماعيل هذا قد سمهُ تخلصاً من سلاطة لسانهِ. وذكر الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تاريخ بغداد، في الجزء السابع، صفحة 448، إن الشاعر أبو نؤاس دفن في مقبرة الشوينزية في الجانب الغربي من بغداد عند تل يسمى تل اليهود وهي مقبرة الشيخ معروف حالياً.

قصة رؤية أصحابه له في المنام
وقد رآه بعض أصحابه في المنام فقال له‏:‏ ما فعل الله بك ‏؟‏
فقال‏:‏ غفر لي بأبيات قلتها في النرجس‏:‏
تفكر  في نبات  الأرض وانظر ... إلى  آثار  ما  صنع  المليك
عيون   من  لجين  شاخصات ... بأبصار هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات ... بأن   الله   ليس له  شريك

وفي رواية عنه أنه قال‏:‏
غفر لي بأبيات قلتها وهي تحت وسادتي فجاؤوا فوجدوها برقعة في خطه‏:
‏ يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة ... فلقد علمت بأن عفوك  أعظم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً ... فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
إن كان  لا يرجوك  إلا محسن ... فمن الذي  يرجو المسيء المجرم
مالي  إليك  وسيلة  إلا  الرجا ... وجميل   عفوك   ثم أني  مسلم

أسلوبه:
· أهم ما في شعر أبي نواس, "خمرياته التي حاول أن يضارع بها الوليد يزيد أو عدي بن يزيد بطريق غير مباشر الذين اتخذهما مثالاً له. و قد حذا بنوع خاص حذو معاصره حسين بن الضحاك الباهلي الذي لا شك أننا لا نستطيع أن نجد بينه و بين أبي نواس فوارق روحية.
·  أما مدائحه فتبدو فيها الصناعة بوضوح قليلة القيمة.
· أما رثاؤه فتجد فيها عاطفة عميقة و حزناً مؤثرا يجعلنا نفتقر بعض ما فيها من نقائص كالتكفل في اللغة والمبالغة المعهودة في الشرق.
·  أما في أشعاره الغزلية ففيها من العاطفة والشاعرية الصادقة بقدر ما فيها من الإباحية و التبذل

ويجب أن نذكر إلى جانب زهدياته أشعاره عن الصيد التي تبدو مبتكرة عند النظرة الأولى ولمن لا بد أن له في هذا الضرب من الشعر أسلافا نسج على منوالهم.

ديوانه:
لقد جمع ديوان أبي نواس كثيرون منهم الصولي المتوفى عام 338ه/946م، جمعه في عشرة فصول.

آراء بعض الرواة في شعر أبي نواس:

·  كان أبو عبيدة يقول:
( ذهبت اليمن بجيد الشعر في قديمه حديثه ب امرئ القيس في الأوائل, و أبي نواس في المحدثين).

·  قال عبيد الله بن محمد بن عائشة :
(من طلب الأدب فلم يرو شعر أبي نواس فليس بتام الأدب).
·  وكان يقال: شعراء اليمن ثلاثة, امرؤ القيس و حسان بن ثابت وأبو نواس.

·  كما قال أبو نواس عن نفسه:
(لو أن شعري يملؤ الفم ما تقدمني أحد).

·  وقال أيضا  :
(أشعاري في الخمرة لم يقل مثلها, و أشعاري في الغزل فوق أشعار الناس, وأجود شعري إن لم يزاحم غزلي, ما قلته في الطرد - الصيد -).

أبو نواس " شاعر الخمر غير منازع"، و الخمر عروس شعره الحقيقية، و فيها تجلت عبقريته المجددة التي رفعته فوق السابقين و اللاحقين ،فكان من أشهر من قالوا فيها، و قد جعل لها في الأدب العربي بابا مستقلا كاملا . حيث قال :

أثْنِ على الخَمْرِ بآلائِها ... وَسَمِّها أحسَنَ أسْمائِهَا
لا تجْعَلِ الماءَ لَها قاهراً ... وَلا تُسَلّطْها على مَائِهَا

وقال أيضاً:
الشُربُ  في ظُلَّةِ خَمّارِ ...  عِندي   مِنَ   اللَذّاتِ  يا  جاري
 لا سِيَّما عِندَ يَهودِيَّةٍ ... حَوراءَ    مِثلَ    القَمَرِ     الساري
تَسقيكَ   مِن   كَفٍّ    لَها ...      رَطبَةٍ كَأَنَّها فِلقَةُ جُمّارِ
حَتّى إِذا  السُكرُ تَمَشّى بها ... صارَ   لَها   صَولَةُ  جَبّارِ

لمحة تاريخية: أعظم شعراء العرب أبو الطيب المتنبي

//-->

صورة تقريبية لأبي الطيب المتنبي
أبو الطيب المتنبي أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول أشعاره و عمره 9 سنوات. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.

قلعة حلب حيث كان أبو الطيب يصدح بأجمل قصائده في مدح سيف الدولة الحمداني صاحب كبرياء، وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. 

ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودع الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني..

 ثم تنقل في البادية السورية يطلب الأدب وعلم العربية. ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي، وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز. وعني على الأخص بدراسة شعر أبي تمام وتلميذه البحتري. انتقل إلى الكوفة والتحق سنة (309-316 هـ/921-928م) بكُتَّاب يتعلم فيه أولاد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً. لم يستقر أبو الطيب في الكوفة، فقد اتجه إلى الشام ليعمق تجربته في الحياة وليصبغ شِعره بلونها، فقد أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية

 أن مواجهة الحياة تزيد من تجاربه ومعارفه، فرحل إلى بغدادد برفقة والده، وهو في الرابعة عشرة من عمره، قبل أن يتصلب عوده، وفيها تعرف على الوسط الأدبي، وحضر بعض حلقات اللغة والأدب، ثم احترف الشعر ومدح رجال الدولة. ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم ويمدحهم، فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص وحلب. 

دخل البادية فخالط الأعراب، وتنقل فيها يطلب الأدب واللغة العربية وأيام الناس، وفي بادية الشام والبلاد السورية التقي الحكام والأمراء والوزراء والوجهاء، اتصل بهم ومدحهم، وتنقل بين مدن الشام يمدح الأمراء والوزراء وشيوخ القبائل والأدباء.

شهدت الفترة التي نشأ فيها أبو الطيب تفكك الدولة العباسية وتناثر الدويلات الإسلامية التي قامت على أنقاضها. فقد كانت فترة نضج حضاري وتصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العرب والمسلمون. فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء وقادة الجيش ومعظمهم من غير العرب. ثم ظهرت الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام، وتعرضت الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية، ثم ظهرت الحركات الدموية في العراق كحركة القرامطة

وعى أبو الطيب بذكائه الفطري وطاقته المتفتحة حقيقة ما يجري حوله، فأخذ بأسباب الثقافة مستغلاً شغفه في القراءة والحفظ، فكان له شأن في قابل الأيام أثمر عن عبقرية في الشعر العربي. كان في هذه الفترة يبحث عن شيء يلح عليه في ذهنه، أعلن عنه في شعره تلميحاً وتصريحاً حتى أشفق عليه بعض أصدقائه وحذره من مغبة أمره، حذره أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل في اللاذقية، فلم يستمع له وإنما أجابه مصرا ً: أبا عبد الإله معاذ أني.. إلى أن انتهى به الأمر إلى السجن.

ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ/976م، واتصل بسيف الدولة بن حمدان، أمير وصاحب حلب، سنة 337 هـ/977م، وكانا في سن متقاربة، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا وأصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ على عادته في أفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحة، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة.

ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب، وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه، وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة حلب

وفي المواقف القليلة التي كان المتنبي مضطرا لمراعاة الجو المحيط به، فقد كان يتطرق إلى مدح آباء سيف الدولة في عدد من القصائد، ومنها السالفة الذكر، لكن ذلك لم يكن إعجاباً بالأيام الخوالي وإنما وسيلة للوصول إلى ممدوحه، إذ لا يمكن فصل الفروع عن جذع الشجرة وأصولها، كقوله:
من تغلب الغالبين الناس منصبه ... ومن عدّي أعادي الجبن والبخل
أحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه، وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض، وعنه إلى سيف الدولة بأشياء لا ترضي الأمير. وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والأمير، ولربما كان هذا الاتساع مصطنعاً إلا أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما، وظهرت منه مواقف حادة مع حاشية الأمير، وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لاح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها. وأصابته خيبة الأمل لاعتداء ابن خالويه عليه بحضور سيف الدولة حيث رمى دواة الحبر على المتنبي في بلاط سيف الدولة، فلم ينتصف له سيف الدولة، ولم يثأر له الأمير، وأحس بجرح لكرامته، لم يستطع أن يحتمل، فعزم على مغادرته، ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه، وإنما أراد أن يمضي بعزمه. فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق، وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة 345 هـ/956م، ومنها: (لا تطلبن كريماً بعد رؤيته).

بعد تسع سنوات ونيف في بلاط سيف الدولة جفاه الأمير وزادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي ولأسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها، وكان هذا مما لا يليق عند رثاء بنات الملوك. انكسرت العلاقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي.

فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له، وإنما كره الجو الذي ملأه حساده ومنافسوه من حاشية الأمير. فأوغروا قلب الأمير، فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقه يملؤها الحسد والكيد، وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم. فغادر حلب، وهو يكن لأميرها الحب، لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب، ولم يقف منه موقف الساخط المعادي، وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلاها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة وبعد ترحاله في بلاد عديدة بقي سيف الدولة في خاطر ووجدان المتنبي.

الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا ... وحسب المنايا أن يكن أمانيا
فكأنه جعل كافوراً الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، و هجا كافور و مصر هجاء مراً ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور:

لا تشتري  العبد  إلا والعصا  معه ... إن   العبيد  لأنجاس   مناكيد
نامت  نواطير  مصر  عن  ثعالبها ... وقد  بشمن  وما تفنى العناقيد
لا يقبض الموت نفساً من نفوسهم ... إلا  وفي  يده  من  نتنها عود
من علم  الأسود  المخصي مكرمة ... أقومه البيض أم  آباؤه السود
أم  أذنه  في  يد  النخاس   دامية ... أم قدره وهو بالفلسين مردود
و استقر في عزمه أن يغادر مصر
عيد بأية حال عدت يا عيد ... بما مضى أم لأمر فيك تجديد

ويقول فيها أيضا:
إذا أردت كميت اللون صافية ... وجدتها وحبيب النفس مفقود
ماذا  لقيت  من الدنيا وأعجبه... أني  لما  أنا شاك منهُ مَحسُودُ

وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعناً في شخصيته ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدةً يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والأودية المهجورة التي لم يسلكها أحد 

 لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان مدحهما المتنبي فقط، فقد قصد أمراء الشام والعراق وفارس. و بعد عودته إلى الكوفة، زار بلاد فارس، فمر بأرجان، ومدح فيها ابن العميد، وكانت له معه مساجلات. و مدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز وذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة 370 هـ/980م.

شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة، كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته. وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة.

مدح الإخشيدي ، ومدائحه في سيف الدولة وفي حلب تبلغ ثلث شعره أو أكثر، وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقواد حتى في حداثته. ومن قصائده في مدح سيف الدولة:لة:

وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف
تـمـر بك الأبطال كَلْمَى هزيمةً
تجاوزت  مقدار الشجاعة والنهى
كأنك  في جفن الرَّدى  وهو نائم
ووجـهك وضاحٌ ، وثغرُكَ باسم
إلى قول  قومٍ  أنت  بالغيب عالم

أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره وخاصة في حضرة وبلاط سيف الدولة، فكان شعره يعتبر سجلاً تاريخياً. كما أنه وصف الطبيعة، وأخلاق الناس، ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه.  

لم يكثر الشاعر من الهجاء. وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة، تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد اللفظ بها، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. 

كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة مطلعها:

مَا أنصَفَ القَومُ ضبّة ... وَأُمَّهُ  الطُّرطُبّه
وَإنّمَا  قُلتُ  ما قُلـ ... ـتُ رَحمَةً لا مَحَبّه

فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محسّد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد.

قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك... أراد الهرب، فقال له غلامه مفلح: أتهرب وأنت القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني ... والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال المتنبي: قتلتني يا هذا, فرجع فقاتل حتى قتل. ولهذا اشتهر بأن هذا البيت هو الذي قتله. 

بينما الأصح أن الذي قتله هو تلك القصيدة. وكان مقتله في 23 أيلول عام 965م.

لمحة تاريخية: مشوار حياة الفنانة سامية جمال


ولدت فى قريه " يون القص " بمحافظه بنى سويف بدأت مع بديعه مصابنى عام 1940 حيث كانت تشارك فى التابلوهات الراقصه الجماعيه الي ان ظهرت في عدة أفلام بشكل ثانوي وببطولة مطلقة أمام محمد عبد المطلب ونجيب الريحاني ، في أفلام لم تعلم كثيراً في الذاكرة السينمائية العربية ، ولكن ظهورها في فيلم ( انتصار الشباب ) عام 1941 في الاستعراض الأخير و في لقطة واحدة إلى جانب فريد الأطرش وأسمهان فتح لها تطوراً كبيراً في حياتها أوصلها إلى البطولة المطلقة أمام فريد الأطرش في فيلم حبيب العمر عام 1946. كونت منذ ذلك التاريخ ثنائيا ناجحا مع الفنان الراحل فريد الاطرش و قدمت على أغنياته وألحانه أحلى رقصاتها وأشهرها من خلال خمسة أفلام شهيرة أخرى هي ( أحبك إنت) و ( عفريته هانم) عام1949 و ( اخر كدبه) عام 1950 و ( تعالى سلم) عام 1951 و أخيراً ( ما تقولش لحد ) عام 1952 

جمعت الفنانين في قصة حب كبيرة حقيقية لم تصل إلى الزواج فأدت إلى الفراق. مع ذلك فقد قدمت سامية جمال وخلال تلك الفترة أفلام كثيرة مع فنانين آخرين منهم محمد عبد المطلب ونجيب الريحاني ومحمد فوزي وعبد العزيز محمود كما لعبت البطولة المطلقة أمام أشهر الممثلين ومنهم كمال الشناوي وعمر الشريف ومحمود المليجي وأنور وجدي وعماد حمدي ويحيى شاهين ويوسف وهبي وأحمد مظهر وشكري سرحان . 

تزوجت سامية جمال من النجم الكبير رشدي أباظة في أواخر الخمسينات وقدمت عدة أفلام معه منها الطريق الثاني 1959 طريق الشيطان 1963 وبنت الحتة 1964 وساعة الصفر 1972 والشيطان والخريف 1972 واتجهت فيها إلى التمثيل أكثر من الرقص.

 اشتهرت سامية جمال بالبراعة في الرقص و التمثيل وتميزت بالجمال الأسمر الهادئ و الأناقة سواء من خلال ملابسها العادية أو ثياب الرقص التي كانت تظهر بها . عملت في استعراضاتها على تطوير أسلوب خاص بها، حيث تميز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، 

كما ركّزت سامية جمال في رقصها، على تقديم حالة من الإبهار للمتفرج من خلال الملابس والموسيقى والإضاءة والتابلوهات الراقصة التي تشكلها صغار الراقصات في الخلفية . 

شكلت سامية جمال اتجاهاً فنياً في الرقص الشرقي اتجاهاً مضاداً لاتجاه الراقصة الشهيرة تحية كاريوكا. ففي حين اعتمدت سامية على المزج بين الرقص الشرقي والغربي اتخذت تحية اتجاه تحديث الرقصات الشرقية القديمة والتنويع على حركاتها وتقديمها بشكل أكثر حداثة. اعتزلت سامية جمال في عام 1973 الأضواء و الفن بعد مسيرة سينمائية شملت 44 فيلماً ، ثم عادت مره أخرى للأضواء في منتصف الثمانينات و لكنها سرعان ما عاودت الاعتزال مره أخرى حتى وفاتها

تاريخ الميلاد: 22 فبراير 1924 , قرية رنا - مركز الواسطى - بنى سويف
تاريخ الوفاة 1 ديسمبر 1994 مستشفى مصر الدولي بالقاهرة بعد (غيبوبة دامت ستة أيام)

لماذا لا تحقق دخلا شهريا وأنت في بيتك من خلال النقر علي  إعلانات الشركات بحيث يحتسب لك مبلغ 3 سنتات في كل نقرة علي إعلان من قبل زوار موقعك أو مدونتك وهو الأمر المشابه للنقر علي إعلانات جوجل أدسنس .. لمزيد من التفاصيل أنقر علي أي من  الصور الآتية للدخول إلي موقع شركة CBeckAds بغرض التسجيل لفتح حساب لك وأبدأ فورا بتحصيل الأرباح .. 

تاريخ حياة فنان الزمن الجميل عبد الفتاح القصري


عبد الفتاح القصري (15 أبريل 1905 - 8 مارس 1964 [ ، ممثل مصري اشتهر بالأدوار الكوميدية ويعد أحد عمالقة الكوميديا في السينما.

والده كان ثريا يعمل في تجارة الذهب، درس بمدرسة "الفرير" الفرنسية - القديس يوسف بالخرنفش -، ومن فرط حبه بالتمثيل التحق بفرقة عبد الرحمن رشدي ثم فرقة نجيب الريحاني ثم بفرقة إسماعيل يس.

وكان عمله بالتمثيل ضد رغبة أبيه، الذي هدده بالحرمان من الميراث إذا لم يرجع عن تلك الهواية، فما كان منه إلا أن استمر في طريقه مضحيا بنصيبه من تركة أبيه.

اشتهر عبد الفتاح القصري بقامته القصيرة وشعره الأملس وإحدى عينيه التي أصابها الحول فأصبح نجما كوميدياً، بالإضافة إلى طريقته الخاصة في نطق الكلام وارتداء الملابس. ولم يلعب القصري بطولة مطلقة وإنما كان دائماً صديقاً للبطل أو بمصطلح السينما دور " السنيد" للبطل.

لعب القصري أدوار المعلم ابن البلد الغير متعلم، لعل من أشهر أدوار عبد الفتاح القصري هو دوره في فيلم ابن حميدو مع الفنان إسماعيل ياسين وأحمد رمزي وزينات صدقي وهند رستم، حيث لعب دور "المعلم حنفي شيخ الصيادين" وعبارته الشهيرة التي لا زالت باقية حتى الآن، حيث لعب دور الزوج المغلوب على أمره أمام زوجته المتنمرة.

ارتبط عبد الفتاح القصري كثيراً بالفنان إسماعيل ياسين في الكثير من الأفلام منها : "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" و"ابن حميدو" و"إسماعيل ياسين في متحف الشمع".

كما لعب في وقت متأخر دوراً مميزاً في فيلم "سكر هانم" مع عبد المنعم إبراهيم وكمال الشناوي وحسن فايق وسامية جمال ألا وهو دور "المعلم شاهين الزلط".

مثل عبد الفتاح القصرى حوالي 63 فيلم وكان اخرها سكر هانم 1960. ومن الافلام التي قدمها المعلم بحبح 1935 ومبروك عام 1936 ولو كنت غنى عام 42 ومن فات قديمه عام 43 واحب البلدى 45 والسوق السوداء وفيلم الدنيا بخير 46 وعودة طاقية الاخفاء ومجد ودموع وعروسة البحر عام وبنت المعلم ومن الافلام التي قدمها عام 48 سكة السلامة والصيت ولا الغنى واحب الرقص

وفى الخمسينيات قدم دموع الفرح والعقل زينة وليلة الدخلة و حماتى قنبلة ذرية وبيت الاشباح وبيت النتاش وعلى كيفك وشمشون ولبلب وعشرة بلدى وحرام عليك ونساء بلا رجال وحسن ومرقص وكوهين وابن حميدو وإسماعيل يس في مستشفى المجانين وفي السيتنات قدم بين ايديك وسكر هانم وبنات بحرى.

قدم القصرى شخصية ابن البلد البسيط خفيف الظل مدّعى الثقافة كما قدم زعيم العصابة والوصولى وكان آخر أفلامه «سكر هانم»، ومن أعماله الأخرى «المعلم بحبح» و«بسلامته عايز يتجوز» و«شيء من لا شيء» و«سى عمر» و«لو كنت مكانى» و«الأستاذه فاطمة» و«من فات قديمه» و«السوق السوداء» و«معلش يا زهر» و«فيروز هانم»، و«تعال سلم» و«حماتى قنبلة ذرية» و«بيت النتاش»، و«على كيفك»، و«عنتر ولبلب»، و«الآنسة حنفى» و«حسن ومرقص وكوهين» و«إسماعيل ياسين في متحف الشمع» و«ابن حميدو» و«إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين».

وبلغ رصيده من الأفلام حوالى ستين فيلما، وكان آخر أفلامه «سكر هانم» عام ١٩٦٠. نهاية القصري كانت مأساوية للغاية فبينما وهو يؤدي دورا في إحدى المسرحيات مع الفنان «إسماعيل ياسين» إذا به يصاب بالعمى المفاجئ فيصرخ قائلا لا أستطيع الرؤية وظن الجمهور أن هذا الأمر ضمن أحداث المسرحية فزاد الضحك ولكن أدرك إسماعيل ياسين حقيقة الأمر فسحبه إلى كواليس المسرح.

ومع إصابته بالعمى تنكرت له زوجته الرابعة التي كانت تصغره بسنوات كثيرة وطلبت منه الطلاق بعد ما جعلته يوقع على بيع كل 
ممتلكاته لها وتزوجت من صبي كان يعطف عليه القصري ويعتبره الابن الذي لم ينجبه، وقد زادت هذه الصدمة إصابته بالاكتئاب وظل حزينا في منزله رافضاً للحياة.. جاءت الحكومة لتكمل على باقي الأمان في حياته وهدمت له البيت الذي كان يسكن فيه فاضطر إلى أن يقيم بحجرة فقيرة جداً تحت بير السلم في أحد البيوت الفقيرة في حي الشرابية.. وأصيب من الفقر والبرد وعدم الاهتمام بتصلب في الشرايين أثر على مخه وأدى إلى أصابته بفقدان للذاكرة، وجاءت نهايته في مستشفى المبرة حيث لقي ربا كريما في 6 مارس 1964 ولم يحضر جنازته سوى ثلاثة أفراد وأسرته فقط والفنانة نجوى سالم.

ومن أشهر المسرحيات التي قدمها:
قسمتي، الدلوعة، الشايب لما يدلع، الجنية المصري، 30 يوم في السجن، حسن ومرقص وكوهين، ماحدش واخد منها حاجة.

افلامه:
سكر هانم (1960).... شاهين الظلط
شجرة العائلة (1960)
إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين (1958).... أبو طعمه
ابن حميدو (1957).... المعلم حنفي
القلب له أحكام (1956).... الحانوتي
إسماعيل يس في متحف الشمع (1956).... عبد الفتاح
إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة (1955).... لص
الأنسة حنفى (1954).... المعلم أبو حنفي
المحتال (1954)
اوعى تفكر (1954)
كدبة إبريل (1954)
العمر واحد (1954)
حرام عليك (1953)
نساء بلا رجلا (1953)
على كيفك (1952)
بيت النتاش (1952).... سعدون
الاستاذة فاطمة (1952).... عبد العزيز الشرقاوي
عشرة بلدى (1952)
عنتر ولبلب (1952)
تعالى سلم (1951)
فيروز هانم (1951)
بيت الأشباح (1951).... حسن
خبر أبيض (1951)
حماتى قنبلة ذرية (1951)
الصبر جميل (1951)
ابن الحلال (1951)
فايق ورايق (1951).... كوارع
شباك حبيبى (1951)
ليلة الحنة (1951)
حماتك تحبك (1950)
معلش يا زهر (1950)
ليلة الدخلة (1950)
العقل زينة (1950)
معلهش يازهر (1950)
دموع الفرح (1950)
مكتب الغرام (1950)
معلهش يا زهر (1950)
أسمر وجميل (1950)
قمر 14 (1950).... سيد
كلام الناس (1949)
حدوة الحصان (1949)
عقبال البكارى (1949).... المعلم عاشور
طلاق سعاد هانم (1948)
عروسة البحر (1947)
عودة طاقية الإخفاء (1946)
لعبة الست (1946).... إبراهيم نفخو
يوم في العالى (1946)
مجد ودموع (1946)
السوق السوداء (1945).... سيد البقال
أحب البلدى (1945)
ليلة الجمعة (1945).... عبد الفتاح
شهداء الغرام (1944)
نداء القلب (1943)
نداء الدم (1943)
لو كنت غنى (1942)
المتهمة (1942)
مصنع الزوجات (1941)
سي عمر (1941).... عبد المجيد ساطور
شئ من لا شئ (1938)
مبروك (1937)
أبو ظريفة (1936)
المعلم بحبح (1935).... أحمد
حسن ومرقص وكوهين (1954).... حسن
إسماعيل ياسين في جنينة لحيوانات (1957)....  

تاريخ حياة ملك الكوميديا الفنان إسماعيل يس



   من مواليد 15/9/1912 بمدينة السويس0 وفد إسماعيل ياسين إلي القاهرة في مطلع الثلاثينيات امتلك إسماعيل الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض حيث أنه مطرب و مونولوجست و ممثل و قد ظل أحد رواد هذا الفن علي امتداد عشر سنوات من عام 1935- 1945 عمل بالسينما و أصبح أحد أبرز نجومها و هو ثاني اثنين في تاريخ السينما أنتجت لهما أفلام بأسمائهما بعد ليلي مراد ، و من هـذه الأفلام إسماعيل ياسين في البوليس ? إسماعيل ياسين في الطيران ? إسماعيل ياسين في البحرية ? إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين . 

اعماله : 1939 خلف الحبايب- 1942 علي بابا والأربعين حرامي- 1943 نداء الدم، نور الدين والبحارة السبعة- 1945 القلب له واحد، ليلة حظ، رجاء ليلة الجمعة، تاكسي حنطورة، البني آدم- 1946 سلوى، غرام بدوية، حرم الباشا، صاحب بالين- 1947 لبناني في الجامعة، قلبي دليلي، معروف الإسكافي، أنا ستوتة، العرسان الثلاثة، حبيب العمر، بياعة اليانصيب، عروسة البحر، سلطانة الصحراء، ابن عنتر، الستات عفاريت، بنت المعلم-1948 يحيا الفن، صاحب العمارة، حب وجنون، ابن الفلاح، الصيت ولا الغنى، خلود، السعادة المحرمة، الروح والجسد، عنبر، أميرة الجزيرة، خيال امرأة- 1949 ولدي، حدوة الحصان، الناصح، نص الليل، على قد لحافك، جواهر، إجازة في جهنم، فاطمة وماريكا وراشيل، صاحبة الملاليم، عقبال البكاري، منديل الحلو، عفريته هانم، شارع البهلوان، ليلة العيد- 1950 دموع الفرح، آه من الرجالة، ما كانش على البال، البطل، فلفل، الزوجة السابعة، محسوب العائلة، الآنسة ماما، ليلة الدخلة، المليونير، سيبوني أغني، آخر كدبة، مغامرات خضرة، ست الحسن 1951 مشغول بغيري، حبيبتي سوسو، المعلم بلبل، في الهوا سوا، الحب في خطر، آدم وحواء، البنات شربات، تعالى سلم، نهاية قصة، حماتي قنبلة ذرية، بي ت الأشباح، فايق ورايق، قطر الندى-

 1952 الحب بهدلة، بيت النتاش، صورة الزفاف، الهوا ما لوش دوا، بشرة خير، المنتصر، على كيفك، قليل البخت، من أين لك هذا، مسمار جحا، عشرة بلدي، قدم الخير، آمنت بالله، حلال عليك، اديني عقلك، الدم يحن- 1953 حظك هذا الأسبوع، بنت الأكابر، عفريت عم عبده دهب، بين قلبين، كلمة حق، بيت الطاعة، ابن ذوات، اللص الشريف، الحموات الفاتنات، حرام عليك، الدنيا لما تضحك، نشالة هانم، فاعل خير، اشهدوا يا ناس، لحن حبي- 1945 مغامرات إسماعيل يس، بنات حواء الآنسة حنفي، العمر واحد حلاق بغداد، شرف البنت، العاشق المحروم دستة مناديل، عفريتة إسماعيل يس، الظلم حرام، خليك من الله، كدبة أبريل، اوعى تفكر، الستات ما يعرفوش يكدبوا، بنت البلد، إنسان غلبان- 1955 إسماعيل يس في الجيش، مملكة النساء، كابتن مصر، ما حدش واخد منها حاجة، إسماعيل يس في البوليس، صاحبة العصمة، إسماعيل يس في متحف الشمع، المفتش العام- 1957 ابن حميدو، إسماعيل يس في مستشفى المجانين، إسماعيل يس في الأسطول، امسك حرامي، إسماعيل يس في مستشفى المجانين إسماعيل يس في دمشق، إسماعيل يس طرزان، الست نواعم، بحبوح أفندي، إسماعيل يس للبيع، أبو عيون جريئة- 1959 لو كاندة المفاجآت، العتبة الخضراء، رحلة إلى القمر، الميلونير الفقير، إسماعيل يس في الطيران، عريس مراتي، البوليس السري، حماتي ملاك- 

1960 حا يجننوني، حلاق السيدات، غرام في السيرك، الفانوس السحري، شهر عسل، إسماعيل يس في السجن- 1961 زوج بالإيجار، الترجمان- 1962 ملك البترول، الفرسان الثلاثة، انسى الدنيا- 1963 المجانين في نعيم- 1965 العقل والمال، كرم الهوى (لبنان) 1968 لقاء الغرباء (لبنان) فرسان الغرام (لبنان)- 1972 الرغبة والضياع.  و لازالت أفلامه العديدة القديمة "أبيض و أسود" هي المادة المفضلة لدي قطاع عريض من الجمهور في مصر و المنطقة العربية لأنه استطاع أن يرسم البسمة علي شفاه الجماهير بفضل ملكاته ومواهبه المنفردة0 وساهم إسماعيل ياسين في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري و كون فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل علي مدي 12 عاما من عام 1954 حتى عام 1966 قدم خلالها ما يزيد علي خمسين مسرحية بشكل شبه يومي0 استعان إسماعيل ياسين بعدد كبير من المخرجين المرموقين في إخراج مسرحياته منهم :-السيد بدير ? محمد توفيق ? عبد المنعم مدبولي ? نور الدمرداش0 كما عمل في مسرح إسماعيل ياسين نخبة كبيرة من كبار نجومنا أمثال : " عبد الوارث عسر ? شكري سرحان ? سناء جميل ? تحية كاريوكا - و غيرهم و يستحق إسماعيل ياسين تكريم الملايين من الجماهير التي أسعدها و أدخل البهجة في نفوسها0 توفي في 24/5/1972.

لمشاهدة ألبوم إسماعيل يس ( أنقر هنا )