مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

‏إظهار الرسائل ذات التسميات لمحات تاريخية: تاريخ المعارك. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات لمحات تاريخية: تاريخ المعارك. إظهار كافة الرسائل

معركة عين جالوت التي هزم فيها المصريون همجية التتار

معركة عين جالوت معركه تاريخيه مهمه حصلت جنب بيسان فى اسرائيل الحاليه في 3 سبتمبر 1260 بين المغول بقيادة كيتو بوقا ( كتبغا ) المتحالفه معاهم قوات من مملكة كيليكيا ( مملكة أرمينيا الصغرى ) و كرجيين و عرب و شوام و الجيش المصري بقيادة سلطان مصر المملوكى سيف الدين قطز و الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى و فارس الدين أقطاى الصغير أتابك الجيش المصري.


زحف المغول
في سنة 1210 چنكيز خان حاكم المغول بعت ل " تشونج هيي " أمبراطور الصين جواب تهديد جه فيه : " قررنا إننا نحط راياتنا في كل مكان على سطح الأرض. عن قريب كل الناس و كل الأمم حا تكون خاضعه لينا وبيتمتعوا بمشاركتنا في المكاسب الكبيره، لكن لو أي حد عاند و قاومنا، بيوته و ممتلكاته و ثروته حا تتدمر من غير شفقه ولا رحمه ". و في مارس 1211 طلع چنكيز خان بجيشه على الصين يحاربها وخد معاه ولاده الأربعه چوچي و چغتاي و اوكتاي و تولوي. المغول عدوا سور الصين العظيم ودمروا ونهبوا المدن والقرى في شمال الصين و استولوا على مملكة " كين " و نهبوا " بكين " و سيطروا عليها وضموا " منشوريا " و اعترفت كوريا بسيادتهم و بعد ما خلصوا على شرق أسيا اتوجهوا للغرب في إتجاه أوروبا و الدولة الخوارزميه على حدود منطقة الشرق الأوسط.

الدولة الخوارزمية ما بين 1190م و 1220م
ساعة ما المغول ما كانوا بيتقدموا ناحية خورازم، الشرق الأوسط كان مليان مشاكل و حروب و صراعات. في سنة 1218 الصليبيين هاجموا مصر بحمله عسكريه كبيره اتعرفت بإسم الحمله الصليبيه الخامسه. الصليبيين هاجموا مصر ووجهوا ليها جهودهم العسكريه بعد ما فهموا إن مصر بإمكانياتها البشريه و الإقتصاديه و العسكريه هي القوه الحقيقيه الفعاله في جنوب البحر المتوسط، و انهم مش ممكن حا يقدروا يستولوا و يستقروا في مملكة بيت المقدس و الشام من غير ما يقضوا عليها. و في نفس الوقت كان الأمرا و الملوك الأيوبيين اللي بيحكموا مصر و الشام بيتصارعوا مع بعض على السلطه و بيعملوا تحالفات ضد بعضهم. وفي بغداد كان الخليفه العباسي " أبو العباس أحمد الناصر لدين الله " خايف من الخوارزميه و قاعد ينافق في المغول و يبعت لهم هدايا و فلوس و يشجعهم على غزو الدوله الخوارزميه و هو مش دريان والسلطه عمياه إن هدف المغول أكبر من أخد خوارزم، وإنهم لو أخدوها بلاد الشرق بما فيها بغداد حا تبقى مفتوحه وفركة كعب لجيوشهم.

سقوط خوارزم في إيد المغول
دخل المغول أراضي الدوله الخوارزميه سنة 1218 بتحريض من الخليفه العباسي و إستولوا على بخارى و سمرقند و بعدها بسنتين حاصروا عاصمة الدوله الخوارزميه.

في سنة 1227 مات جنكيز خان، و اتقسمت امبراطوريته على ولاده الأربعه كل واحد أخد حته يحكمها. و في سنة 1230 المغول غلبوا و قتلوا جلال الدين سلطان خوارزم اللي فضل مده طويله يقاوم بشجاعه، و استولوا على كل خوارزم وعملوا فيها مدابح رهيبه. و بكده بقت بلاد الشرق مفتوحه قدامهم و ما بقاش فاضل لهم إلا إنهم يدخلوا بغداد ويزحفوا على الشرق الاوسط.

إتفاقية السلام بين مصر و فريدريك التاني
الملك الكامل و فريدريك التاني
قبل مايقضي المغول على الدوله الخوارزميه بسنتين، الامبراطور فريدريك التاني امبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة قام بحمله صليبيه صغيره اتعرفت بإسم الحمله الصليبيه الساته ودي ما كانتش حمله عسكريه بجد وكان عدد عساكرها بتاع 600 فارس نزل بيهم فريدريك فىعكا. و انتهت الحمله دي بتوقيع إتفاقية سلام بين الملك الكامل سلطان مصر و فريدريك التانى فى 18 فبراير 1229 ، و انقلبت الدنيا على الملك الكامل و فريدريك التاني. الشوام اتهموا الكامل بالخيانه و بيع القضيه وقعدوا يشهروا بيه، و بابا الكاثوليك جريجوري التاسع و ملوك أوروبا اتهموا فريدريك بالتفريط في حقوق المسيحيين و مهادنة المسلمين و طرده البابا من الكنيسه.

دخل ملوك الشام في صراع مع مصر و إتأزروا عليها فراح لهم السلطان الكامل بالجيش المصري و حاصر دمشق و أخدها. و الصراعات دي دايره شن المغول سنة 1237 أول هجوم على بغداد لكن ما قدروش ياخدوها [10].

تحالف الشام مع الصليبيين ضد مصر:
اتحالف الصليبيين مع ملوك الشام ضد السلطان الصالح أيوب
بعد ما إتوفى السلطان الكامل قدر إبنه الصالح أيوب إنه يزيح أخوه الملك العادل من عرش مصر و يقعد مكانه و إستمر الصراع مع ملوك الشام اللي عملوا تحالف مع الصليبيين و هاجموا مصر، و استعان الصالح أيوب بالخوارزميه اللي اتشتتوا بعد ما المغول قضوا على دولتهم [11]. وفي 17 أكتوبر 1244 إنهزم جيش التحالف الشامي-الصليبي هزيمه منكره في ظرف ساعات على إيدين الجيش المصري و الخوارزميه جنب غزه في معركه اتعرفت بإسم معركة الحربية أو " معركة لافوربي ". في المعركه دي الصليبيين جمعوا أكبر جيش قدروا يجمعوه من أيام معركة حطين [12][13] ورفعوا الصلبان فوق روس عسكر الشام و راحوا وياهم على مصر عشان يهاجموها [14]. كان من نتايج المعركه دي إن الصليبيين ضاع منهم بيت المقدس و ده عمل ضجه كبيره في أوروبا [15][16].

في نفس الوقت الخليفه العباسي المستعصم بالله استمر في منافقة المغول زي سلفه و قعد يبعت لهم في هدايا و فلوس و يقلص في عدد جيشه لإنه افتكر إنه بكده حا يحمي نفسه منهم ، و حاكم الموصل بدر الدين لؤلؤ خضع ليهم عن طيب خاطر و أخد على عاتقه إنه يجمع لهم الضرايب من الناس في الشام ، و المغيث عمر ملك الكرك اتصل بيهم و طلب منهم انهم ينعموا عليه بدخوله في طاعتهم .


حملة لويس التاسع و احتلال دمياط
لويس التاسع ملك فرنسا، حاول الناصر يوسف التحالف معاه ضد مصر. نزلت الحمله الصليبيه على بر دمياط و إحتلوا المدينه بسهوله بعد ما هرب منها العربان اللي حطهم الملك الصالح فيها عشان يدافعوا عنها . و اعلن النفير العام ( الطوارئ ) في مصر و راحت الناس من القاهره و من كل أنحاء مصر على الجبهه عشان يدافعوا عن مصر . و المعركه شغاله إتوفى الصالح أيوب و بقت مصر على كف عفريت لولا صلابة أرملته شجر الدر اللي خبت وفاته و قادت مصر، و ظهور مماليكه اللي اتصدوا للصليبيين في المنصوره بعد ما واحد من العربان دل الصليبيين على حته في قناة أشموم قدروا يعدوا منها و يهجموا فجاءه على المعسكر المصري في جديله. و انتهت الحمله الصليبيه بهزيمتها المنكره في فارسكور و إتأسار لويس التاسع و نبلائه و عساكره و فرسانه و إضطر إنه يدفع ديه و يسلم دمياط للمصريين و يمشي من مصر على عكا.

بوفاة الصالح أيوب و إبنه توران شاه إنتهت سلطة الأيوبيه في مصر و ظهرت دولة المماليك البحرية. و بقت خريطة المنطقه متقسمه على الدوله المملوكيه في مصر، و بقايا الملوك الأيوبيين في الشام، و الصليبيين في عكا و مدن على ساحل الشام، و مملكة قليقيه الأرمنيه (مملكة أرمينية الصغرى)، و إمارة أنطاكيه الصليبيه. و في الشرق في فارس مكان ما كات الدوله الخوارزميه، قامت دوله مغوليه اتعرفت بإسم دولة الإلخانات. و إتكتب على مصر في عصر الدولة المملوكيه إنها تواجه كل الأعداء دول اللي كانوا متربصين بيها.

حاول الملك الناصر يوسف ملك سوريا إنه يتحالف مع الصليبيين في عكا ضد مصر مقابل إنه يسلمهم بيت المقدس لكن مانجحش لإن لويس خاف يدخل في مغامره جديده ضد مصر.

وقوع بغداد في إيدين المغول.. حصار المغول لبغداد سنة 1258
الخليفه العباسي في بغداد اللي حرض المغول على جيرانه الخوارزميه، و مارضاش يعترف بسلطنة شجر الدر لإنها واحده ست، و بعت لمصر يقولهم إذا كات الرجال عدمت عندكم قولوا فنبعت لكم رجاله، فضل يتصل بالمغول و ينافقهم ويبعتلهم في فلوس و هدايا و إفتكر إنه لما يعمل كده و ينقص عدد العساكر في جيشه إنهم حا يصاحبوه و يسالموه [30]. المؤرخ ابن أيبك الدواداري وصف الخليفه البغدادي ده بإنه " كان فيه هوج، وطيش، وظلم، مع بله، وضعف، وانقياد إلى أصحاب السخف. يلعب بطيور الحمام، ويركب الحمير المصرية الفرء " [31]. وده و الناصر يوسف ملك سوريا هو التاني عايز يتحالف مع المغول ضد مصر زي ما خضع لهم بإرادته الحره بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل.

هولاكو خان حفيد جنكيز خان ( إبن تولوي )، اللي بقى ملك إلخانات فارس، بعد ما دمر قلعة ألموت بتاعة الإسماعيليين ( الحشاشين ) بعت جواب لخليفة بغداد يهدده و يتوعده إنه مع إنه أظهر الطاعه و الرضوخ ليه ما ساعدهوش في أخد قلعة ألموت و قاله " إنت أظهرت الطاعه بس ما بعتش عساكر " ، و أمره بإنه يهدم الحصون و الخنادق في بغداد و يروح يقابله، وقاله : " لما اقود الجيش لبغداد، مندفع بسورة الغضب، فإنك لو كنت مختفي في السما .. حا أنزلك من الفلك الدوار و حاأرميك من عليائك لتحت زي الأسد. و مش حاخلي حي في مملكتك. وحاخلي مدينتك و إقليمك و أراضيك طعمه للنار". فبعتله الخليفه هدايا و تحف و جواب ينافقه فيه إنه " مع الخاقان و هولاكوخان قلب واحد ولسان واحد " ، و عشان يخوفه قاله إنه لو هاجم بغداد حا يلم عليه الناس من الشرق للغرب. فغضب هولاكو و رد عليه بجواب قال من ضمنه : " طيب يبقى عليك إنك تستعد للحرب، لإني رايح على بغداد بجيش زي النمل و الجراد ". خاف الخليفه و إستشار وزيره فنصحه بإنه يعتذر له و يبعت له هدايا تانيه و فلوس . وزير الخليفه " مؤيد الدين بن العلقمي " نفسه كان معروف بإنه عميل للمغول.  

زي ما إتوعد، طلع هولاكو بجيشه و قواده من همذان في أواخر سنة 1257 و ظهر قدام أسوار بغداد يوم 18 يناير 1258، و كان في جيشه عساكر من الموصل بعتهم ملكها بدر الدين لؤلؤ كمساهمه . و بعد ما حاصرها وقعت في إيده في 10 فبراير 1258 و طلع الخليفه و رجالته و سلموا نفسهم لهولاكو. و عمل المغول مدابح رهيبه في بغداد إستمرت سبع تيام وليالي ، و دمروها وقتلوا عشرات الآلاف  و بعد ما الخليفه دل هولاكو مخبى فلوسه و دهبه فين، و كان مخبي سبايك الدهب في حوض في ساحة القصر، و سلمه حريمه اللي كان عددهم 700 و عليهم ألف خدامه ، لفوه في سجاده أو حطوه في شوال و ركلوه بالرجلين لغاية ما مات. الوزير " العلقمي " كان هو اللي نصح الخليفه بتسليم نفسه و بيتقال إنه هو برضه اللي نصح هولاكو بقتله بعد ما إستسلم عشان تستقر الامور لهولاكو .

سقوط بغداد في إيد المغول بالشكل المروع ده خلى الناس تحزن و كتب المؤرخ ابن الأثير : " يا ليت أمي لم تلدني، و يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً ".

بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل راح لهولاكو شايل كفنه على كتفه
بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل راح لهولاكو شايل كفنه على كتفه ومعاه هدايا و مجوهرات و سلمه مفتاح الموصل فخلاه يفضل أمير عليها. الناصر يوسف حاكم دمشق اللي بعت قبل كده وزيره " زين الدين الحافظي " لهولاكو بهدايا هو التاني بعت إبنه " الملك العزيز " لهولاكو بالهدايا و التحف و طلب منه مساعدته على غزو مصر فطلب منه هولاكو إنه يمده بعشرين ألف فارس . لكن بعد شويه وصله جواب مع " العزيز " من هولاكو كان من ضمنه : " لما يوصلك جوابي ده، فشهل برجالتك و فلوسك و فرسانك لطاعة سلطان الأرض شاهنشاه ملك ملوك الأرض .. و ما تعطلش عندك رسلنا زي ما عملت قبل كده ، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.. بلغنا إن تجار الشام وغيرهم هربوا بفلوسهم و حريمهم على كروان سراي ( مصر ) فلو كانوا في الجبال نسفناهم و إن كانوا في الأرض خسفناهم ". ولما قرا الناصر يوسف الكلام ده اتفزع و بعت حريمه على الكرك، و لما سمع السوريين إن جيش هولاكو عدى الفرات و جي على سوريا اتصابوا بالرعب و بدأوا يهربوا في إتجاه مصر بأعداد ضخمة  ، وبعت الناصر يوسف جواب لمصر يستنجد بجيشها.

سقوط دمشق في إيدين المغول و إستعداد مصر لمواجهتهم



محاربين مغول من كتاب جامع التواريخ ل رشيد الدين الهمذاني
لما وصل جواب الناصر يوسف القاهره جمع نايب السلطنه الأمير سيف الدين قطز الأمرا و أعيان مصر في قلعة الجبل عشان يتشاور معاهم. مصر ساعتها كان سلطانها المنصور نور الدين على ابن السلطان المتوفي أيبك و كان صغير عنده بتاع خمستاشر سنه وكان مستهتر وبيحب اللعب وكانت امه بتتدخل في الحكم .

قطز قال للأمرا و الأعيان في الإجتماع إن البلد دلوقت محتاجه سلطان قوي يقدر يواجه العدو، والملك المنصور لسه صغير مابيعرفش إزاي يمشى الدوله. وراح قابض على المنصور علي و أخوه قاقان وأمهم و حدد إقامتهم في برج في القلعه، و نصب نفسه سلطان على مصر بعد ما قدر يستصدر فتوى من الشيوخ . فلما إحتج شوية أمرا على اللي عمله قالهم إن المغول في طريقهم للشام و بعد كده حا ييجوا على مصر، و الناصر يوسف حاكم سوريا ده شخص ما يتضمنش و ممكن يخون مصر. وإن كل هدفه انه يوحد الجهود عشان محاربة المغول وان ده مش ممكن يحصل من غير ملك. وقالهم : " لو طلعنا و واجهنا العدو ده و غلبناه حايكون الامر في إيديكم وتبقوا ساعتها تنصبوا اللي انتم عايزينه ". فوافقوا على كلامه.

في سوريا أخد هولاكو حران و قلعتها و بعدها أخد البيره و قلعتها و راح على حلب فزاد رعب السوريين و بعت الناصر يوسف مراته و إبنه و فلوسه و ستات الأمرا على مصر و معاهم أمم من من الناس. و لما وصل المغول حلب حاصروها سبع تيام و دخلوها و عملوا فيها مدبحه كبيره اتقتل فيها الألوف و بيتقال إنه إتأسر في حلب بتاع مية ألف ست وعيل باعهم المغول للأرمن و غيرهم [48][49]. و راح الملك الأشرف لهولاكو في حلب و ركع له وباس له الأرض فعينه ملك على حمص و نايب ليه في دمشق [50]. وعين هولاكو عماد الدين القزوينى نايب ليه على حلب اللي و صفها المؤرخ بدر الدين العينى بإنها بقت عامله زى " الحمار الأجوف " [51].

الناصر يوسف بقى مش عارف يعمل إيه، و نصحه وزيره " زين الدين الحافظي " و ده كمان كان معروف إنه عميل للمغول، بإن أحسن حاجه إنه يستسلم للمغول و يدخل في طاعة هولاكو. و كان الأمير بيبرس البندقداري حاضر المناقشه فشتمهم و قالهم انهم هما السبب في كل المصايب دي. و بالليل حاول المماليك البحريه اللي كانوا هربوا على الشام أيام السلطان أيبك إنهم يقتلوا الناصر يوسف لكن جري منهم و استخبى جوه قلعة دمشق. فساب بيبرس سوريا بعد ما لقى إن الناصر يوسف ده مافهوش أمل و رجع مع شوية بحريه على مصر و رحب بيه السلطان قطز ترحيب كبير [52].

لما وصل خبر اللي حصل لحلب للناصر يوسف في دمشق زاد فزعه و رعب السوريين فبقم يبيعوا حاجتهم بأبخس الأتمان و يجروا في إتجاه مصر، ولإن الوقت كان شتا و الدنيا برد بقم يموتوا في السكة و اتبهدلوا جداً [53]. الناصر لم بتاع مية ألف من العربان و غيرهم و بعدين سابهم و هرب هو كمان على غزه عشان يدخل مصر، و وراه طلع الملك المنصور بن المظفر ملك حماه بستاته و ولاده وبكده انتهى ملك الناصر يوسف في سوريا [54][55].

السوريين في دمشق بعتوا هدايا كتيره و معاها مفتاح دمشق لهولاكو في حلب، ففرح هولاكو بوفدهم اللي جابله المفتاح و عين محيي الدين ابن الزكي، اللي كان ضمن الوفد، قاضي على الشام [56].

بعد ستاشر يوم من أخد حلب و صل المغول دمشق فطلع لهم زين الدين الحافظي و سلم لهم دمشق من غير مقاومه فدخلها هولاكو و معاه " هيثوم " ملك كيليكيا ( مملكة ارمينيا الصغرى ) و الأمير الصليبي " بوهيموند الساتت " أمير انطاكيه [57]. و إدى هولاكو فرمان الأمان للسوريين اللي فضلوا فيها و استسلموا. وقرا القاضي محيي الدين ابن الزكي في جامع دمشق وهو لابس خلعة هولاكو تقليد تعينه قاضي على الشام [58] و بعت المغيث عمر ملك الكرك إبنه العزيز فخر الدين للمغول في دمشق [59] بعد ما كان بيبعت لهم رسله في فارس يطلب منهم ينعموا عليه بدخول طاعتهم [60]. و بعد ما سقطت دمشق سقطت ميافارقين في إيدين المغول بعد ما حاصروها مده طويله و رفض الملك الكامل محمد إنه يستسلم للمغول ودافع ببساله، لكن الناصر يوسف ما ساعدهوش و سابه محاصر زي ما مارضاش إنه يساعد بغداد لما الكامل نصحه قبل كده [61]. و ساعد بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل المغول و شارك في حصار ميافارقين و رماها بالمنجنيق [62].

لما وصل الناصر يوسف " قطيا " اتخانق الخوارزميه و الأكراد الشهرزويه اللي كانوا وياه و حصل نهب [63]، و طلع له السلطان قطز و منعه من دخول مصر، مش بس لخيانته لكن لإنه كمان خاف يدخله فيعمل قلاقل في مصر تساعد المغول في وقت حرج وهي بتستعد للدفاع عن نفسها، فبقى لوحده بعد ما اتفرقت عنه الناس و سابوه و دخلوا مصر وفضل هو هايم على وشه في الصحرا أو تيه بني إسرائيل على حد قول المؤرخ بدر الدين العيني ، لغاية ما خانوه اتنين خدامين أكراد [64] و سلموه للمغول فقبضوا عليه وعلى ابنه " العزيز " و اخوه غازي و كام واحد معاهم، و بعد ما أمر بإستسلام عجلون للمغول ودوهم لهولاكو [65] [66]. الناصر يوسف عيط و قال شعر و هما معديين على حلب كان ضمنه : " يعز علينا أن نرى ربعكم يبلى .. و كانت به آيات حسنكم تتلى. لقد مر لي فيها أفانين لذة .. فما كان أهني العيش فيها و ما أحلى " [67].

السلطان قطز صادر كل فلوس الناصر يوسف اللي هربها مصر مع خدامينه و أجبر مراته و ستات الأمرا السوريين بتسليم كل المجوهرات اللي معاهم وكان معاهم مجوهرات كتيره جداً [68].

تهديد المغول لمصر



وصل المغول لأبواب مصر
بعد ما كات مصر ملجأ للسوريين و العربان و غيرهم اللي سابوا بلادهم و هربوا من هولاكو بقت هي نفسها مهدده من المغول [69].

طلايع الجيش المغولي بدأت توصل غزه وتهاجم الناس وقتلوا ناس كانوا بيصلوا في جامع، و وصل مصر جواب تهديد من هولاكو مع أربع رسل جه فيه : " نحن ما نرحم من بكى، و لا نرق لمن شكى، وقد سمعتم اننا قد فتحنا البلاد، و طهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم البلاد، فعليكم بالهرب، و علينا بالطلب " و جه في أخره شعر بيقول :

" ألا قل لمصر ها هلاون ( هولاكو ) قد اتى .. بحد سيوف تنتضى و بواتر. يصير أعز القوم منا أذلة..ويلحق أطفالاً لهم بالأكابر " [70].

قطز جمع الأمرا و قالهم دلوقتي ما قدمناش إلا حل واحد يا إما نسيب وطنا و نهرب، يا إما نهادنهم و نسالمهم، يا إما نحاربهم. فرد بيبرس : نحاربهم، و حبذ قطز رأي بيبرس . وإختلى بيبرس بقطز و قاله : " في رأيي نقتل الرسل، ونروح ل كيتو بوقا متضامنين، لو انتصرنا أو إنهزمنا حا نكون في الحالتين معذورين " [71].

قبض قطز على الرسل المغول الأربعه و وسطهم ( يعني قطعهم نصين ) و علق روسهم على باب زويله و دي كات أول مره المغول يتعاملوا بالمنظر ده أو حد يرد على هولاكو بالطريقه دي، و إتنادى في القاهره و كل نواحى مصر بالخروج لمحاربة المغول فجم المصريين من كل حته فى مصر عشان يدافعو عن مصر، و أمر السلطان قطز ولاة الأقاليم المصريه بتجميع كل العساكر ، اياميها كان فيه ناس من اليمن و شمال افريقيا عايشين في مصر لما سمعوا بالموضوع سابوا مصر طوالي و هربوا على بلادهم [72] [73].

خروج الجيش المصري لمحاربة المغول

اتطوعت أعداد كبيره من المصريين و طلع السلطان قطز بالجيش على الصالحيه و قال للأمرا اللي كان فيهم خايفين يطلعوا من مصر يواجهوا المغول إنهم إذا كانوا خايفين فهو حا يروح لوحده يواجه المغول. فلما شاف الأمرا السلطان قطز بيتحرك فعلاً مشيوا وراه. أمر قطز الأمير ركن الدين بيبرس بقيادة طلايع الجيش و إنه يروح غزه عشان يستطلع تحركات المغول هناك، فراح بيبرس في 26 يوليو 1260 على غزه]. لما شاف بايدار قائد طلايع الجيش المغولي في غزه طلايع المصريين بعت لـ" كيتو بوقا " ( كتبغا ) في بعلبك  يقوله ان الجيش المصري خرج من مصر فرد عليه كيتو بوقا وقاله " خليك في مكانك و استنى " ، لكن المغول إضطروا يهربوا و إسترد بيبرس غزه، و طاردهم المصريين لغاية نهر العاصي. ووصل قطز ببقية الجيش في أغسطس . و ريحوا يوم و بعدين مشيوا بحذا الساحل لغاية ما وصلوا عكا اللي كات تبع الصليبيين. خرج الصليبيين اللي اتخضوا لما شافوا الجيش المصري قدام عكا، و عرضوا مساعدتهم لكن قطز شكرهم و حلفهم إنهم لا يكونوا معاه و لا ضده و يفضلوا على الحياد، و أقسم لهم إنهم لو خانوه حا يرجع لهم و يحاربهم قبل ما يحارب المغول.

جمع السلطان قطز الأمرا و خطب فيهم و حضهم على محاربة المغول و فكرهم باللي جرى للناس منهم في كل حته، و إنهم لازم يحرروا الشام من المغول، فإتأثر الأمرا بالخطبه و قعدوا يعيطوا. و بعدين قطز نادى بيبرس و طلب منه يقود طلايع الجيش و يشتبك مع جيش المغول و يراوغهم. الجيش المغولي كان بيقوده " كيتو بوقا " ( كتبغا) لإن هولاكو - زي ما إتقال - كان رجع تبريز لما سمع إن فيه قلاقل في بلاد المغول بسبب موت أخوه الخان الأكبر منكوقاآن ( منكو ) ".

و قطز في عكا عرف إن الجيش المغولي عدى نهر الأردن و وصل للجليل الشرقي فأمر الجيش بالتوجه ناحية مدينة الناصرة فعداها و وصل " عين جالوت " جنب بيسان يوم 2 سبتمبر 1260 

معركة عين جالوت

عدد العسكر في الجيش المصري كان حوالي 40 ألف [82]وعليهم متطوعين إتجمعوا من نواحي مصر، و كان فيه كمان عدد من الهربانين من المغول ( زي الخوارزمية ) و ناس من اللي سابوا الناصر يوسف و لجأوا لمصر. أتابك الجيش المصري ( القائد العام ) كان فارس الدين أقطاى الصغير و ده غير فارس الدين أقطاى الجمدار زعيم المماليك البحريه. الجيش المغولي كان بيضم قوات من كيليكيا ( مملكة أرمينية الصغرى ) و كرجيين ( جورجيين ) و عرب و سوريين و شوام [83].

المعركه بدت يوم الجمعه 3 سبتمبر قبل شروق الشمس مع دقات الكوسات و الطبول [84] ، و ماكاتش حاجه سهله على الجيش المصري و نفسية العساكر إنهم يواجهوا الجيش المغولي اللي عمره لغاية اللحظه دي ما خسر معركه، و خسارتهم كان معناها إن المغول حا يدخلوا مصر و يسيطروا على كل الشرق الأوسط مع تبعات إختفاء ثقافته و دياناته. فكات العساكر و الأمرا قلقانين جداً و ده أثر على سير المعركه في بدايتها [85].

خطة المعركه كات ان بيبرس يهاجم الجيش المغولي بطلايع الفرسان و يشتتهم و يناورهم لغاية ما يقدر يجذبهم لكمين كبير بيقوده السلطان قطز خباه في التلال القريبه. كيتو بوقا ما أدركش إن الجيش المصري كان قريب جداً منه لإنه كان بيفتقد عناصر الإستطلاع بعكس المصريين اللي كانوا دارسين و مستكشفين المنطقه [86].

لما كيتو بوقا شاف طليعة الجيش المصري اللي بيقوده بيبرس إفتكر إن ده كل الجيش فرمى بكل جيشه في المعركه عشان يحسمها بسرعه و اشتبك بيبرس بالجيش المغولي و ناوره ببراعة قائد فذ و في الأخر عمل نفسه إنه بينسحب ناحية التلال فجري و راه المغول فطلع الجيش المصري الرئيسي بقيادة قطز و لقى المغول نفسهم في كمين و متحاصرين [87].



فى النص بيبرس استدرج المغول، هجم المغول على قطز فى الميسره ، قطز هاجم من تلت جهات
وصف مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذاني تطورات المعركه بقوله : " فقذف المغول سهامهم و حملوا على المصريين، فتراجع قطز و لحقت بجنوده الهزيمه و هنا تشجع المغول و تعقبوه، و قتلوا كثيراً من المصريين، و لكن عندما بلغوا الكمين، إنشق عليهم من ثلاث جهات، وأغار المصريون على جنود المغول و قاتلوهم قتالاً مستميتاً من الفجر حتى منتصف النهار، ثم تعذرت المقاومه على جيش المغول ، و لحقت به الهزيمه آخر الأمر " [88].

الجيش المصري في بداية المعركه إتعرض لضغط جامد على جناحه الشمال ( ميسرته ) لكن قطز صمد بصلابه و خلع خوذته و رماها في الهوا و نادى نداءه المشهور " وا إسلاماه " و هجم بنفسه مع عساكره على المغول. الجيش المغولي هرب ناحية بيسان و الجيش المصري إتعقبه، و بعدين قدروا يتجمعوا و ينظموا صفوفهم و رجعوا تاني و صدموا الجيش المصري صدمه جامده فصرخ قطز تاني صرخه سمعها معظم العساكر : " وا إسلاماه .. يا الله ! أنصر عبدك قطز على التتار " و اتحمسوا العساكر و هجموا بقوه، و هرب المغول في إتجاه سوريا. بعد المعركه و إنتصار الجيش المصري نصر كبير، نزل قطز من على حصانه و مسح وشه في الأرض و باسها و صلى وبعدين العساكر رجعوا و هما فرحانين و شايلين الغنايم [89].

أسر المصريين كيتو بوقا اللي فضل يحارب لأخر لحظه و عمل جهد جامد في المعركه، ولما حاول بعد ما إتأسر إنه يتفاخر بهولاكو و جيشه اللي حايجي ينتقم قاله قطز : " لا تفخر إلى هذا الحد بفرسان توران، فإنهم يزاولون أعمالهم بالمكر و الخداع لا بالرجولة و الشهامه " [90]، و اتعدم كيتو بوقا على ايد الأمير الكبير جمال الدين أقوش [91] ، و اتبعتت راسه على القاهره [92]. و اتقتل معاه " السعيد بن الملك العزيز "، اللي إنضم لجيش المغول و شارك في المعركه في صفهم هو و " الأشرف موسى " ملك حمص و غيره من الشوام [93].

بقايا عساكر الجيش المغولي المهزوم استخبوا في المزارع و جروا على سوريا فطلع عليهم الناس و قعدوا يقتلوا فيهم. وهرب " زين الدين الحافظي " و النواب السوريين اللي إتحالفوا مع المغول من دمشق [94]. و دخل السلطان قطز دمشق و فرحت الناس بالنصر الكبير اللي حررهم من المغول، و اتقتلت ناس كتيره في دمشق من اللي إنضموا لصف المغول [95][96]. و بعت السلطان قطز بيبرس على حمص عشان يخلص على بقية المغول فلما وصل هناك لقى هولاكو باعت عساكر تانيين مدد فخلص على الجوز، الهربانين و الجايين [97]. كل المنطقه من حدود مصر لغاية نهر الفرات اتحررت من المغول. هزيمة المغول التاريخيه دي اللي قضت إلى الأبد على توسعهم في الشرق الأوسط كات أول هزيمه يتلقوها في معركه مفتوحه [98]، و كتبت الأقدار إنها تكون على إيد مصر.

قبل معركة عين جالوت بيوم، هولاكو كان ناوي يكافئ الناصر يوسف ملك دمشق السابق بتعينه نايب ليه على دمشق، لكن بعد ما عرف نتيجة المعركه من غيظه أمر بالقبض عليه هو و 300 سوري كانوا عايشين مع الناصر يوسف عند هولاكو، بحجة إنهم ما ساعدوش المغول ضد مصر بما فيه الكفايه. و بعد ما قبضوا عليهم سكروا الناصر يوسف لغاية الثماله حسب التقاليد المغوليه و أعدموهم [99].

نتايج معركة عين جالوت

قبل المعركه امتدت إمبراطورية المغول من الصين لغاية أبواب مصر. بعد المعركه انكمشت امبراطوريتهم لغاية نهر الفرات. اتلاشت الدوله الأيوبيه من الشام و اتوسعت الدوله المملوكيه و اتمكنت وخدت صوره شرعيه بالكامل و دخلت الشام و الكرك و أماكن تانيه في طاعتها و اتحكمت بنواب السلاطين اللي بياخدوا الأوامر من القاهره عاصمة الدولة المملوكيه. اتلاشت كمان محاولات الصليبيين عمل حلف مع المغول و ما قدروش ياخدوا بيت المقدس و فضلوا قاعدين في عكا و مدن على ساحل الشام زي بيروت و صور لغاية ما السلطان قلاوون طردهم من طرابلس (1290) و بعد كده طردهم ابنه الأشرف خليل سنة 1291 من عكا نفسها و بقية مدن الشام الساحليه و انتهى حلمهم. الأمير ركن الدين بيبرس اللي لعب دور كبير في النصر على المغول اتولى حكم مصر بعد ما السلطان قطز أغتيل في السكه و هو راجع مصر من عين جالوت (25 أكتوبر 1260) [100]. بيبرس أخد لقب الظاهر و اتعرف بإسم الظاهر بيبرس. إنتقم بيبرس من حلفاء المغول اللي شاركوا في معركة عين جالوت فدمر كيليكيا ( مملكة أرمينيه الصغرى ) سنة 1266 و 1275 و إمارة انطاكيه سنة 1268 [101]، و غلب المغول في المعارك اللي حاولوا فيها انهم ياخدو بـتارهم لهزيمتهم في عين جالوت و هزمهم هزيمه منكره في معركة الأبلستين في 18 إبريل سنة 1277 [102]. بعد معركة عين جالوت القبيله الدهبيه المغوليه بفضل نباهة بيبرس السياسيه إعتنقت الإسلام و دخل ملكها بركة خان بن جوجي في تحالف مع مصر ضد مغول الإليخنات في فارس فكات ضربه موجعه ليهم. وكمان اتعملت معاهدات و إتفاقيات صداقه بين مصر و الإمبراطوريه البيزنطيه و الإمبراطوريه الرومانيه الغربيه و صقليه و جمهوريات إيطاليا [103]. وقدر بيبرس من إنه يعمل خلافه عباسيه في القاهره إدت شرعيه لحكمه و لكل سلاطين الدولة المملوكيه من بعده . و بقت الخلافه الوحيده في كل المنطقه لأول مره [105] [106] ، وبكده هو بيعتبر المؤسس الحقيقي للدوله المملوكيه  اللي رسوخها في جنوب البحر المتوسط كان من أهم نتايج معركة عين جالوت.

المصادر:
  المقريزي 
  نور الدين خليل،سيف الدين قطز 
 رشيد الدين الهمذاني  
 العسلي، المظفر قطز 
 بيبرس الدوادار 
 ابن كثير 

تفاصيل معركة "عين جالوت" بين المصريين والمغول


معركة عين جالوت:
عدد العسكر في الجيش المصري كان حوالي 40 ألف وعليهم متطوعين إتجمعوا من نواحي مصر، و كان فيه كمان عدد من الهربانين من المغول ( زي الخوارزمية ) و ناس من اللي سابوا الناصر يوسف و لجأوا لمصر. أتابك الجيش المصري ( القائد العام ) كان فارس الدين أقطاى الصغير و ده غير فارس الدين أقطاى الجمدار زعيم المماليك البحريه. الجيش المغولي كان بيضم قوات من كيليكيا ( مملكة أرمينية الصغرى ) و كرجيين ( جورجيين ) و عرب و سوريين و شوام.

المعركه بدت يوم الجمعه 3 سبتمبر قبل شروق الشمس مع دقات الكوسات و الطبول ، و ماكاتش حاجه سهله على الجيش المصري و نفسية العساكر إنهم يواجهوا الجيش المغولي اللي عمره لغاية اللحظه دي ما خسر معركه، و خسارتهم كان معناها إن المغول حا يدخلوا مصر و يسيطروا على كل الشرق الأوسط مع تبعات إختفاء ثقافته و دياناته. فكات العساكر و الأمرا قلقانين جداً و ده أثر على سير المعركه في بدايتها.

خطة المعركه كات ان بيبرس يهاجم الجيش المغولي بطلايع الفرسان و يشتتهم و يناورهم لغاية ما يقدر يجذبهم لكمين كبير بيقوده السلطان قطز خباه في التلال القريبه. كيتو بوقا ما أدركش إن الجيش المصري كان قريب جداً منه لإنه كان بيفتقد عناصر الإستطلاع بعكس المصريين اللي كانوا دارسين و مستكشفين المنطقه.

لما كيتو بوقا شاف طليعة الجيش المصري اللي بيقوده بيبرس إفتكر إن ده كل الجيش فرمى بكل جيشه في المعركه عشان يحسمها بسرعه و اشتبك بيبرس بالجيش المغولي و ناوره ببراعة قائد فذ و في الأخر عمل نفسه إنه بينسحب ناحية التلال فجري و راه المغول فطلع الجيش المصري الرئيسي بقيادة قطز و لقى المغول نفسهم في كمين و متحاصرين.

فى النص بيبرس استدرج المغول، هجم المغول على قطز فى الميسره ، قطز هاجم من تلت جهات وصف مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذاني تطورات المعركه بقوله : " فقذف المغول سهامهم و حملوا على المصريين، فتراجع قطز و لحقت بجنوده الهزيمه و هنا تشجع المغول و تعقبوه، و قتلوا كثيراً من المصريين، و لكن عندما بلغوا الكمين، إنشق عليهم من ثلاث جهات، وأغار المصريون على جنود المغول و قاتلوهم قتالاً مستميتاً من الفجر حتى منتصف النهار، ثم تعذرت المقاومه على جيش المغول ، و لحقت به الهزيمه آخر الأمر ".

الجيش المصري في بداية المعركه إتعرض
محاربون مغول من كتاب جوامع التواريخ

لضغط جامد على جناحه الشمال ( ميسرته ) لكن قطز صمد بصلابه و خلع خوذته و رماها في الهوا و نادى نداءه المشهور " وا إسلاماه " و هجم بنفسه مع عساكره على المغول. الجيش المغولي هرب ناحية بيسان و الجيش المصري إتعقبه، و بعدين قدروا يتجمعوا و ينظموا صفوفهم و رجعوا تاني و صدموا الجيش المصري صدمه جامده فصرخ قطز تاني صرخه سمعها معظم العساكر : " وا إسلاماه .. يا الله ! أنصر عبدك قطز على التتار " و اتحمسوا العساكر و هجموا بقوه، و هرب المغول في إتجاه سوريا. بعد المعركه و إنتصار الجيش المصري نصر كبير، نزل قطز من على حصانه و مسح وشه في الأرض و باسها و صلى وبعدين العساكر رجعوا و هما فرحانين و شايلين الغنايم.

أسر المصريين كيتو بوقا اللي فضل يحارب لأخر لحظه و عمل جهد جامد في المعركه، ولما حاول بعد ما إتأسر إنه يتفاخر بهولاكو و جيشه اللي حايجي ينتقم قاله قطز : " لا تفخر إلى هذا الحد بفرسان توران، فإنهم يزاولون أعمالهم بالمكر و الخداع لا بالرجولة و الشهامه "، و اتعدم كيتو بوقا على ايد الأمير الكبير جمال الدين أقوش ، و اتبعتت راسه على القاهره. و اتقتل معاه " السعيد بن الملك العزيز "، اللي إنضم لجيش المغول و شارك في المعركه في صفهم هو و " الأشرف موسى " ملك حمص و غيره من الشوام.

بقايا عساكر الجيش المغولي المهزوم استخبوا في المزارع و جروا على سوريا فطلع عليهم الناس و قعدوا يقتلوا فيهم. وهرب " زين الدين الحافظي " و النواب السوريين اللي إتحالفوا مع المغول من دمشق. و دخل السلطان قطز دمشق و فرحت الناس بالنصر الكبير اللي حررهم من المغول، و اتقتلت ناس كتيره في دمشق من اللي إنضموا لصف المغول. و بعت السلطان قطز بيبرس على حمص عشان يخلص على بقية المغول فلما وصل هناك لقى هولاكو باعت عساكر تانيين مدد فخلص على الجوز، الهربانين و الجايين. كل المنطقه من حدود مصر لغاية نهر الفرات اتحررت من المغول. هزيمة المغول التاريخيه دي اللي قضت إلى الأبد على توسعهم في الشرق الأوسط كات أول هزيمه يتلقوها في معركه مفتوحه ، و كتبت الأقدار إنها تكون على إيد مصر.

قبل معركة عين جالوت بيوم، هولاكو كان ناوي يكافئ الناصر يوسف ملك دمشق السابق بتعينه نايب ليه على دمشق، لكن بعد ما عرف نتيجة المعركه من غيظه أمر بالقبض عليه هو و 300 سوري كانوا عايشين مع الناصر يوسف عند هولاكو، بحجة إنهم ما ساعدوش المغول ضد مصر بما فيه الكفايه. و بعد ما قبضوا عليهم سكروا الناصر يوسف لغاية الثماله حسب التقاليد المغوليه و أعدموهم.

نتايج معركة عين جالوت:
قبل المعركه امتدت إمبراطورية المغول من الصين لغاية أبواب مصر. بعد المعركه انكمشت امبراطوريتهم لغاية نهر الفرات. اتلاشت الدوله الأيوبيه من الشام و اتوسعت الدوله المملوكيه و اتمكنت وخدت صوره شرعيه بالكامل و دخلت الشام و الكرك و أماكن تانيه في طاعتها و اتحكمت بنواب السلاطين اللي بياخدوا الأوامر من القاهره عاصمة الدولة المملوكيه. اتلاشت كمان محاولات الصليبيين عمل حلف مع المغول و ما قدروش ياخدوا بيت المقدس و فضلوا قاعدين في عكا و مدن على ساحل الشام زي بيروت و صور لغاية ما السلطان قلاوون طردهم من طرابلس (1290) و بعد كده طردهم ابنه الأشرف خليل سنة 1291 من عكا نفسها و بقية مدن الشام الساحليه و انتهى حلمهم. 

الأمير ركن الدين بيبرس اللي لعب دور كبير في النصر على المغول اتولى حكم مصر بعد ما السلطان قطز أغتيل في السكه و هو راجع مصر من عين جالوت (25 أكتوبر 1260). 

بيبرس أخد لقب الظاهر و اتعرف بإسم الظاهر بيبرس. إنتقم بيبرس من حلفاء المغول اللي شاركوا في معركة عين جالوت فدمر كيليكيا ( مملكة أرمينيه الصغرى ) سنة 1266 و 1275 و إمارة انطاكيه سنة 1268 ، و غلب المغول في المعارك اللي حاولوا فيها انهم ياخدو بـتارهم لهزيمتهم في عين جالوت و هزمهم هزيمه منكره في معركة الأبلستين في 18 إبريل سنة 1277.

 بعد معركة عين جالوت القبيله الدهبيه المغوليه بفضل نباهة بيبرس السياسيه إعتنقت الإسلام و دخل ملكها بركة خان بن جوجي في تحالف مع مصر ضد مغول الإليخنات في فارس فكات ضربه موجعه ليهم. وكمان اتعملت معاهدات و إتفاقيات صداقه بين مصر و الإمبراطوريه البيزنطيه و الإمبراطوريه الرومانيه الغربيه و صقليه و جمهوريات إيطاليا. وقدر بيبرس من إنه يعمل خلافه عباسيه في القاهره إدت شرعيه لحكمه و لكل سلاطين الدولة المملوكيه من بعده. و بقت الخلافه الوحيده في كل المنطقه لأول مره ، وبكده هو بيعتبر المؤسس الحقيقي للدوله المملوكيه  اللي رسوخها في جنوب البحر المتوسط كان من أهم نتايج معركة عين جالوت.

المراجع:
بسام العسلي : الظاهر بيبرس و نهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس ، بيروت 1981.
بسام العسلي : المظفر قطز و معركة عين جالوت، دار النفائس ، بيروت 2002.