اسمحوا لي ان أعرض عليكم هذا الجزء المقتبس من كتاب أضواء على السنه المحمدية للكاتب الأستاذ الشيخ محمود ابو رية و هو ما كتبه فى هذا الكتاب عن أبو هريرة و هي جزء من الحلقة الخامسة من الكتاب الذي
نعرضه هنا فى الموقع على ستة أجزاء.
نعرضه هنا فى الموقع على ستة أجزاء.
و ارجوا ان يقرأ هذا الموضوع أخواننا أهل السنه الذين يعتقدون في عصمة أبو هريرة الذي روى عن رسول الله 5374 روى البخاري منها 446 على حين أنه لم يصاحب النبي (عليه السلام) إلا عاما وبضعة أشهر.
ان أهل السنه يحسنون الظن بكل من رأى الرسول و كل من عاش فى وقته مع ان القرآن مليئ بالآيات التي تحذرهم من هذا ويأخذون نصف دينهم من أقوال نسبت زوراً و بهتاناً على لسان الرسول والمصيبة انهم يعتبرون هذا الكلام وحي من الله و شرع الله.
كم مرة حذرنا الله فى القرآن من الذين يحرفون كلام الله نفسه على مر كل العصور و الأنبياء و لأن الرسول محمد عليه السلام هو خاتم المرسلين فكان لزاما على الله ان يحفظ خاتمة رسالاته للبشر بنفسه حتى تكون حجه على الناس يوم القيامة . فلم يجد أعداء النبي طريقة لتحريف كلام الله نفسه فأخترعوا مصدر آخر للدين و سموه السنه ووضعوا عليه خاتم الرسول ثم قالوا هذا وحي من الله حتى يتسنى لهم التزوير فيه ووضع ما شاء لهم من أكاذيب و افتراء على الله و رسوله .
و على كل من يؤمن بعصمة و مصداقية رواة الأحاديث عن الرسول أن يقرؤا الآيات التاليه و يتفكروا فيها ولو للحظه ويروا تحذيرات الله لنا :
﴿وكذلك جعلنا لكل نبى عدواً شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون. ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون. أفغير الله أبتغى حكماً وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلا﴾ (الأنعام 112: 114).
﴿ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيّت طائفة منهم غير الذى تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله﴾ (النساء 81).
﴿وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم﴾ (التوبة 101).
﴿وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم﴾ (التوبة 102).
﴿وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم﴾ (التوبة 106).
( يحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )( 74التوبة).
﴿لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا. ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا. سنة الله فى الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا﴾ (الأحزاب 60: 62).
فبعد هذة الآيات هل يمكن ان نراهن على ديننا مع العلم ان ليس لنا كرة أخرى و ليس هناك دور ثاني اما ان تنجح و أما ان تفشل. ألم يحذرنا الله من ذلك.
ان ثلث القرآن قصص أي حوالى 200 صفحة منه وهي ليست للتسلية ولكن لتوعظنا ولتحذرنا مما وقعت فيه الأمم السابقة من تحريف لكلام الله. وذكر لنا ان في قصصهم عبرة لنا و سيحاول الشيطان أن يضلنا كما أضلهم من قبل ... و لكن لا حياة لمن تنادي.
ان من كثرة الغشاوة على أعينهم انهم لا يرون إلا ما هو مناسبا لما يؤمنون به فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله . و أكثر دليل على كذب ما يؤمنون به انهم يقولون أن السنه تفصل ما أجمله القرآن. وانا هنا اسأل لو ان ذلك صحيحاً فلماذا لم تُفصل لنا السنه ما هى الآيات المتشابهه حتى لا نكون ممن قال الله فيهم :
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ )(ال عمران7).
لا أريد ان أطيل عليكم واترككم مع هذا الجزء من الكتاب و اتمنى ان ينال اعجابكم:
" أبو هريرة "
ولولا أن هذه الكثرة البالغة - بفضل ثقة الجمهور بها - قد استفاضت في كتب الحديث، وأخذت مكان الاعتبار والتصديق من قلوب المسلمين، وسيطرت على عقولهم وأفكارهم.
وجعلوها من عام دينهم، على ما فيها من مشكلات تحار فيها عقول المؤمنين، وشبهات وخرافات تتخذ مطاعن على الدين، وأسانيد يتكأ عليها في إثبات الاسرائيليات والمسيحيات وغيرها من الملل والنحل - لولا ذلك كله ما جرى بهذا البحث قلمنا، ولا اتجه إليه بالعناية همنا.
الاختلاف في اسمه:
لم يختلف الناس في اسم أحد - في الجاهلية والإسلام - كما اختلفوا في اسم " أبي هريرة " فلا يعرف أحد على التحقيق الاسم الذي سماه به أهله، ليدعى بين الناس به.
قال النووي: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الصحيح من ثلاثين قولا... وقال حافظ المغرب ابن عبد البر في الإستيعاب: اختلفوا في اسم أبي هريرة وأمم أبيه إختلافا كثيرا لا يحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام - ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عليه - وقد غلبت عليه كنيته، فهو كمن لا اسم له غيرها وأولى المواضع باسمه المكنى.
وقال صاحب المشكاة: قد اختلف الناس في اسم أبي هريرة ونسبه اختلافا كثيرا، وقد غلبت عليه كنيته فهو كمن لا اسم له واشتهرت الكنية حتى نسي الاسم الأصلي لأنه قد اختلف فيه اختلافا كثيرا.
ومما تبين لك يكون الجزم باسم خاص يطلق عليه، من ضروب التخمين فنكتفي بذكر كنيته التي التصقت به - وهذه الكنية قد بين هو نفسه سببها فقال: كنت أرعى غنم أهلي - وكانت لي هرة صغيرة، فكنت أضعها بالليل في شجرة، وإذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها فكنوني " أبا هريرة "!!
نشأته وأصله:
وإذا كانوا قد اختلفوا في اسم أبي هريرة، فإنهم كذلك لم يعرفوا شيئا عن نشأته، ولا عن تاريخه قبل إسلامه، غير ما ذكر هو عن نفسه، من أنه كان يلعب بهرة صغيرة. وأنه كان فقيرا معدما، يخدم الناس بطعام بطنه - وكل ما يعرف عن أصله أنه من عشيرة سليم بن فهم من قبيلة أزد ثم من دوس. ومن قوله في ذلك: نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا، وكنت أجيرا بطعام بطني.
وقال ابن قتيبة في ترجمته بكتاب " المعارف " بعد أن ذكر اختلاف الناس في اسمه، وأنه من قبيلة باليمن يقال لها دوس ما نصه: " وقال أبو هريرة نشأت يتيما وهاجرت مسكينا.
وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، وعقبة رجلي، فكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو إذا ركبوا، وكنيت بأبي هريرة بهرة صغيرة كنت ألعب بها.
قدومه إلى المدينة وذهابه إلى خيبر:
قدم أبو هريرة بعد أن تخطى الثلاثين من عمره - وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) حينئذ في غزوة خيبر، التي وقعت في سنة 7 من الهجرة: قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: قدم الدوسيون فيهم أبو هريرة ورسول الله بخيبر فكلم رسول الله أصحابه في أن يشركوا أبا هريرة في الغنيمة ففعلوا - ولفقره اتخذ سبيله إلى الصفة بعد ما عاد إلى المدينة فعاش بها ما أقام بالمدينة، وكان من أشهر من أمها.
سبب صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم:
كان أبو هريرة صريحا صادقا في الإبانة عن سبب صحبته للنبي (صلى الله عليه وسلم)، كما كان صريحا صادقا في الكشف عن حقيقة نشأته. فلم يقل إنه صاحبه للمحبة والهداية - كما كان يصاحبه غيره من سائر المسلمين - وإنما قال: " إنه قد صاحبه على ملء بطنه ".
ففي حديث رواه أحمد والشيخان عن سفيان عن الزهري عن عبد الرحمن الأعرج قال: " سمعت أبا هريرة يقول: إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله على ملء بطني ". وراية مسلم: أخدم رسول الله، وفي رواية " لشبع بطني ". وفي رواية لمسلم: كنت رجلا مسكينا أخدم رسول الله على ملء بطني. وفي رواية له أيضا: وكنت ألزم رسول الله على ملء بطني. وسجل التاريخ أنه كان أكولا نهما، يطعم كل يوم في بيت النبي، أو في بيت أحد أصحابه، حتى كان بعضهم ينفر منه. ومما رواه البخاري عنه أنه قال: كنت أستقرئ الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيطعمني - وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، وروى الترمذي عنه: وكنت إذا سألت جعفر عن آية لم يجبني حتى يذهب إلى منزله. ومن أجل ذلك كان جعفر هذا في رأي أبي هريرة أفضل الصحابة جميعا، فقدمه على أبي بكر وعمر وعلي وعثمان وغيرهم من كبار الصحابة رضي الله عنهم جميعا. فقد أخرج الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة: ما احتذى النعال ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب، بعد رسول الله أفضل من جعفر بن أبي طالب.