مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

الفصل العشرون: خلافة الراضي بالله بن المقتدر بن المعتضد بالله من الباب الثاني: الخلافة العباسية .. من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم"


ستقرأون في هذا الفصل كيف كان الخليفة العباسي العشرين الراضي بالله لا حول له ولا قوة وليس له من الخلافة إلا الاسم , والأغرب من ذلك أنه كان في عهد هذا الخليفة ثلاثة يحملون لقب "أمير المؤمنين" في الدولة الإسلامية هم العباسي ببغداد وعبد الرحمن في الأندلس و المهدي بالقيروان , تابعونا

.
دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الثاني - الخلافة العباسية الفصل العشرون/ خلافة الراضي بالله بن المقتدر بن المعتضد بالله بن الموفق طلحة)
من هو الخليفة الراضي بالله؟... 
هو أبو العباس محمد بن المقتدر بن المعتضد بن الموفق طلحة بن المتوكل على الله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد , وهو الخليفة العباسي العشرون, ولد في بغداد في 3 ربيع الآخر 297ه الموافق 20/12/909م, وامه أسمها "ظلوم" الرومية, ودامت خلافته من عام 322ه الموافق 934م الى عام 329ه الموافق 941م , وله من الأولاد : عبد الله ، رشح لولاية العهد ، وأبو جعفر أحمد ، وبنت ، وهم أولاد إماء 
.
سماته وصفاته:
قال أبو الفرج بن الجوزي في كتاب (المنتظم في تاريخ الملوك والامم): كان الراضي سمحًا واسع النفس أديبًا شاعرًا حسن البيان والفصاحة يحب محادثة العلماء , وكان قصير القامة نحيف الجسم أسمر رقيق السمرة دري اللون أسود الشعر سبطه في وجهه طول وفي مقدم لحيته تمام وفي شعرها رقة.
قال أبو بكر الخطيب : له فضائل منها : أنه آخر خليفة خطب يوم الجمعة ، وآخر خليفة جالس الندماء ، وآخر خليفة له شعر مدون ، وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش . وكانت جوائزه وأموره على ترتيب المتقدمين منهم وكان سمحا جوادا أديبا فصيحا محبا للعلماء 
قال أبو بكر الصولي : سئل الراضي أن يخطب يوم جمعة ، فارتقى منبر سامراء ، وحضرته ، فشنف الأسماع وأبلغ ، ثم صلى بنا . 
.
توليه الخلافة:
بويع له يوم خلع الخليفة السابق القاهر بالله الذي كان سيء الخلق، سنة 322 هـ. بعد القبض على القاهر بالله, رفض القاهر التنازل فقاموا بسمل عينيه, ثم سألوا عن الراضي الذي كان محبوس في احدى الدور, على عادة الخلفاء العباسيين الذين اذا ارادوا حبس احد اقاربهم العباسيين امروا بحبسه في بيت - اشبه بالاقامة الجبرية فقاموا باخراج الراضي وبايعوه في 6 جمادى الاولى 322ه الموافق 23/4/934م , وبعد ان قام ابن مقلة بخلع القاهر قام الراضي بتعيينه وزيرا للخلافة إلا أنه اصبح شخص يخشى جانبه, حيث حاول التحكم بالخلافة والتلويح بانه بامكانه ان يخلع الخليفة وينصب غيره, فلذلك قام الراضي بالتخلص منه عن طريق جذب الجنود اليه.
.
حدث في خــــــــلافته:
في سنة 322هـ من خلافته مات مرداويج مقدم الديلم بأصبهان وكان قد عظم أمره وتحدثوا أنه يريد قصد بغداد وأنه مسالم لصاحب المجوس وكان يقول أنا سوف أقيم دولة العجم وأمحق دولة العرب. 
.
وفيها بعث علي بن بويه إلى الراضي يقايضه على البلاد التي استولى عليها بثمان مائة ألف ألف درهم كل سنة وبعث له الهدايا ولكنهً أخذ يماطل في إرسال المال. 
.
وفيها مات المهدي حاكم المغرب وكانت مدة حكمه خمساً وعشرين سنة وهو جد الخلفاء المصريين الفاطميين , وكان المهدي قد ادعى أنه علوي وهو في الحقيقة من أصل مجوسي لذلك كان حريصاً على إزالة دين الإسلام فأعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق وبعد أن مات جاء أولاده على أسلوبه: أباحوا الخمور والفروج وأشاعوا مذهب الرافضة (الشيعة) وتولي الحكم من أولاده بعد موته ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد.
.
وفي هذه السنة ظهر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي القراقر وقد شاع عنه أنه يدعي الإلهية وأنه يحيي الموتى , فقتله رجال الخليفة الراضي وصلبوه وقتلوا معه جماعة من أصحابه. 
.
وفي ذات السنة 322هـ توفى أبو جعفر السجزي أحد حجاب الخليفة الراضي , وقيل بلغ من العمر مائة وأربعين سنة وحواسه جيدة. 
.
أما في سنة 323هـ تمكن الراضي بالله وقلد ابنيه أبا الفضل و أبا جعفر المشرق والمغرب.
.
في سنة 324هـ وفي عهد الراضي أيضا تغلب محمد بن رائق أمير واسط ونواحيها وحكم على البلاد وألغي الوزارة والدواوين وتولى هو وأعوانه كل شيء وصارت الأموال تحمل إليه حيث ألغي بيوت المال , ومع ذلك بقي الراضي معه صورة لا حول له ولا قوة وليس له من الخلافة إلا الاسم. 
.
في سنة 325هـ اختل الأمر جداً وصارت البلاد بين خارجي قد تغلب عليها وبين خليفة شرعي لا يحمل ليس له مال يأتيه من أقاليم الدولة , ولم يبق بيد الراضي غير بغداد وباقي ولايات الخلافة في سلطة محمد بن رائق , ولما ضعف أمر الخلافة في هذه الزمان ووهنت أركان الدولة العباسية تغلبت طوائف وجماعات القرامطة و المبتدعة على الأقاليم , حتي أن حاكم الأندلس القوي الأمير عبد الرحمن بن محمد الأموي المرواني أعلن أنه أولى الناس بالخلافة وتسمى بأمير المؤمنين الناصر لدين الله بعد أن أستولي علي أغلب الأندلس , ومن الغريب أنه صارت في هذا الزمان ثلاثة يحملون لقب "أمير المؤمنين" هم العباسي ببغداد وعبد الرحمن في الأندلس و المهدي بالقيروان.
.
في سنة 328هـ غرقت بغداد غرقاً عظيماً حتى بلغت زيادة الماء تسعة عشر ذراعاً وغرق الناس والبهائم وانهدمت الدور.
.
وفاته الخليفة الراضي:
في سنة 329هـ اعتل الراضي وتوفي من مرض الاستسقاء في شهر ربيع الآخر سنة 329 هـ (8 ديسمبر 940 م) ومات عن عمر إحدى وثلاثون سنة ونصف , وخلفه أخيه المتقي أبو اسحق إبراهيم بن المقتدر.
.
المراجع:
أبو الفرج بن الجوزي في كتابه (المنتظم في تاريخ الملوك والامم)
أبو بكر أحمد بن عبد المجيد المعروف بالخطيب البغدادي في كتابه (تاريخ بغداد) 
أبو بكر الصولي محمد بن يحيى في كتابه (الأوراق في أخبار آل العباس)
ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء)
إبن كثير في كتابه (البداية والنهاية)
إبن كثير في كتابه (الكامل)