مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

من كتاب مآسي الخلافة كنظام للحكم: الباب الثاني .. الخلافة العباسية - الفصل الرابع عشر .. خلافة المهتدي بالله بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد


ما زلنا في مسلسل المؤامرات والدسائس وقتل الخلق والخلفاء بسبب الصراع علي الحكم والإستحواذ علي المال, فقد قتل الخليفة الآتي ذكره رغم أنه لم يستمر في الخلافة إلا 11 شهرا ونصف  وكان عمره 38 سنة وكان ينوي قتل أحد خصومه إلا أن خصومه سبقوه وفتكوا به الأمر الذي يؤكد فساد ومآسي الخلافة كنظام للحكم الذي غابت عنه الشوري منذ أحداث الفتنة الكبري بين علي ومعاوية في صفر سنة 37هـ وإستبدال نظام الشوري في إختيار الخليفة بنظام التوريث الذي إبتدعه معاوية حين ورثه إبنه يزيد بن معاوية.
.
دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الثاني - الخلافة العباسية الفصل الرابع عشر/ خلافة المهتدي بالله بن الواثق - الخليفة العباسي الرابع عشر 

.
من هو الخليفة محمد المهتدي بالله؟
هو أبو إسحاق محمد بن هارون الواثق بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد, وهوالخليفة العباسي الرابع عشر, ولد في مدينة القاطول قرب سامراء في عام 219ه الموافق 833م, وقتل في سامراء في 16 رجب 256ه الموافق 19/6/870م, وامه هي وردة التركية, حكم من عام 255ه الموافق 869م الى 256هـ الموافق 870م, ويسمى الخليفة الزاهد, ويلقب بسادس الخلفاء الراشدين.
.
سماته وصفاته:
كان المهتدي أسمر عظيم البطن، قصيراٌ طويل اللحية، وكان ورعاً كثير العبادة، قصد أن يكون في بني العباس مثل عمر بن عبد العزيز في بني أمية.
قال ابو الحسن المسعودي  في كتاب (التنبيه والاشراف): كان ورعاً كاد أن يكون في بني العباس مثل عمر بن عبد العزيز في بني أمية هدياً وفضلاً وقصداً وديناً.
قال جلال الدين السيوطي في كتاب (تاريخ الخلفاء): كان أسمر رقيقاً مليح الوجه.
تولي الخلافة
قال الخطيب في كتاب (تاريخ بغداد): كان المهتدى من صالح بني العباس ومن أحسن الخلفاء العباسيين في مذهبه وطريقه وأكثرهم ورعاً وعبادة وتقشفاً عندما تولى الخلافة قال "ما أريد إلا القوت لنفسي وولدي وما أريد فضلاً إلا لاخوتي فإن الضائقة قد مستهم', وكان يحيا حياة آحاد المسلمين.
.
توليه الخلافة:
اصبح خليفة بعد خلع المعتز في 27 رجب 255هـ الموافق 11/7/869م وكان المهتدي قبل خلافته منفي في بغداد بأمر المعتز, فأتى به من بغداد الى سامراء بعد يومين من خلع المعتز لتتم البيعة العامة, ولم يكن راغبا في الخلافة وحاول اقناع المعتز بالاصلاح, ولكن المعتز رفض وسلم له بالخلافة, وبايعوه, ولقب بالمهتدي بالله.
.
قال ابن كثير في كتاب (البداية والنهاية): في آخر رجب سنة 255هـ وقعت في بغداد فتنة هائلة، وثبت فيها العامة على نائبها سليمان بن عبد الله بن طاهر، ودعوا إلى بيعة أحمد بن المتوكل أخي المعتز، وذلك لعدم علم أهل بغداد بما وقع بسامرا من بيعة المهتدي، وقتل من أهل بغداد وغرق منهم خلق كثير، ثم لما بلغهم بيعة المهتدي سكنوا - وإنما بلغتهم في سابع شعبان سة 255هـ - فاستقرت الأمور واستقر المهتدي في الخلافة‏.‏
.
اعدام قاتل الخليفة المعتز
قال ابو الحسن المسعودي  في كتاب (التنبيه والاشراف): لما اختفى "صالح بن وصيف" قاتل الخليفة المعتز طلب المهتدي صالحاً طلباً حثيثاً فظفر به وقتله  في 22 صفر عام 255 هـ .
.
محاولة القضاء على الاتراك
قال جلال الدين السيوطي في كتاب (تاريخ الخلفاء) حاول المهتدي أن يعيد للخلافة العباسية هيبتها ومكانتها، ويوقف طغيان الأتراك واستبدادهم؛ فحاول إحداث الفرقة في صفوفهم وضرب بعضهم ببعض لإضعافهم وبث الخلاف بينهم، ولكنهم انتبهوا لمحاولته الذكية وأسرعوا في التخلص منه, بعد أن أجمع الترك وقد زاد نفوذهم على قتل المهتدي، فساروا إليه فقاتل عن المهتدي المغاربة والفراغنة والأشروسنية وقتل من الأتراك في يوم أربعة آلاف ودام القتال إلى أن هزم جيش الخليفة وأسره الأتراك.

مقتل الخليفة المهتدي
قصد المهتدي قتل موسي بن بغا من الأتراك فكتب بذلك إلي أحد رجاله ويدعي بابكيال وكان من مقدمي الترك , أن يقتل موسي بن بغا ويحل محله , ولكن بابكيال أفشي هذا الأمر وأطلع موسي بن بغا علي نية المهتدي في التخلص منه وقتله ’ فتفقا معا علي قتل المهتدي وكان معهم بعض الخوارج وسارا إلي سمراء ودخل بابكيال إلى المهتدي، ولكن  المهتدي حبسه وقتله، وركب لقتال موسى بن بغا ، ولكن حدثت خيانة من الأتراك الذين كانوا مع المهتدي في جيشه وإنضموا إلي أصحابهم الأتراك مع موسى، فضعف المهتدي وهرب، ودخل بعض الدور، ولكنهم أمسكوا به وعذبوه ، فمات، ودفن بمقبرة المنتصر. وكانت خلافة المهتدي أحد عشر شهراً ونصفاً، وكان عمره 38 سنة رحمه الله.
.
المراجع:
الخطيب في كتابه (تاريخ بغداد)
إبن كثير في كتابه (البداية والنهاية)
جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء)
ابو الحسن المسعودي  في كتابه (التنبيه والاشراف)
تامر الزغاري في كتابه (العهد العباسي)