ستطالعون في هذا الفصل الـ 22 كيف كان المال هو وسيلة وصول ذلك الخليفة الملقب بالمستكفي . حيث كان من اغنى الامراء العباسيين, فقام بشراء قائد الجيش "توزون" للوصول للخلافة, ثم قام بقتل توزون بعد ذلك , وكان من الممكن أن يستقيم الأمر للمستكفي لولا دخول الديلم بقيادة احمد بن بويه الى بغداد, ورغم محاولة المستكفي شراء كبار الديلم بالمال للقضاء على بن بويه لكن كشف امره وتم خلعه في 22 جمادى الاخرة 334هـ وسمله (أي فقعت عيناه) , وسجن في بيته إلى أن مات في 14 ربيع الاول 338هـ الموافق 11/9/949م. تابعونا
.
دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الثاني - الخلافة العباسية الفصل الثاني والعشرون/ خلافة المستكفي بالله بن علي المكتفي بن المعتضد )
.
من هو الخليفة المستكفي بالله؟...
هو ابو القاسم عبد الله بن علي المكتفي بن المعتضد بن الموفق طلحة بن المتوكل بن المعتصم, والملقب بالمستكفي , وهو الخليفة العباسي الثاني والعشرون, ولد في بغداد في 13 صفر 296ه الموافق 11/11/908م وتوفي في بغداد في 14 ربيع الاول 338 الموافق 11/9/949م, وامه هي غصن الرومية وكانت تسمى ايضاً املح الناس, ودامت خلافته من عام 333ه الموافق 944م الى 334ه الموافق 946م.
.
صفاته الجسدية
كان المستكفي مليح الشكل ربعة حسن الجسم و الوجه، أبيض اللون مشرباً حمرة أقنى الأنف، خفيف العارضين
قال ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء): كان ربع القامة مليحا، معتدل البدن، أبيض بحمرة، خفيف العارضين.
.
توليه الخلافة:
كان عمره يوم بويع بالخلافة إحدى وأربعين سنة , وأحضر المتقي لله وهوالخليفة الذي سبقه والذي تم خلعه وسمله , أحضر بين يدي المستكفي فبايعه وأخذ منه البردة والقضيب، وعين أبا الفرج محمد بن علي السامري وزيرا له ، ولم يكن إليه من الأمر شيء، وإنما الذي كان يتولى الأمور هو ابن شيرزاد،.
.
وطلب المستكفي أبا القاسم الفضل بن المقتدر، وهو الذي ولي الخلافة بعد ذلك، ولقب بالمطيع لله كما سيأتي في القصل الثالث والعشرون ، طلبه المستكي فاختفى منه ولم يظهر مدة خلافة المستكفي، فأمر المستكفي بهدم داره التي عند دجلة.
.
أول دولة بني بويه وحكمهم ببغداد:
بدأت الأسرة البويهية في تهديد العاصمة بغداد , بعد ذلك بفترة وجيزة, قتل توزون قائد الجيش التركي بأمر المستكفي , وعين بدلا منه أبو جعفر, أحد القادة تحته. مما جعل بغداد تسقط في حالة من الخوف والهلع. فالإمدادات, منعها الأعداء المحاصرون لبغداد من جميع النواحي, وأكل الناس الكلاب والقطط والقمامة. ودفع الجوع الدهماء إلى نهب المحال.
.
في هذه الأثناء هرب الكثيرون إلى البصرة وغيرها, وقد مات عدد كبير بسبب الضعف. ولما وجد أمير الأمراء أبو جعفر نفسه غير قادر علي السيطرة علي الأمور طلب عون القائد الحمداني ناصر الدولة, من الموصل; عارضاً عليه, إن قـَدم, أن يخلي له منصب قائد الجيوش. إلا أن الحمدانيين كانوا في ذلك الوقت مشتبكين في ناحية مع الروس في أذربيجان, وفي أخرى مع الإخشيديين في سوريا.
.
وعندها استسلم حاكم واسط للقائد البويهي, وزحف معه على بغداد. هرب أبو جعفر والخليفة ليختبئا. ثم ألتقي الخليفة بنائب القائد البويهي الذي أتى يعرض شروط الإستسلام التي قبلها الخليفة. وحسب تلك الشروط , دخل السلطان البويهي معز الدولة بغداد, وبلقب "أمير الأمراء" تسلم مقاليد الأمور في الوقت الذي أصبح فيه الخليفة تابعاً ذليلاً لأمير الأمراء معز الدولة , الذي أصبح اسمه مع اسم المستكفي يـُضربان على النقود, ويـُدعى لهما سويةً في الخطب; إلا أن كل ذلك لم يـُجدِ شيئاً. فقد كان معز الدولة يتوجس خيفة من الخليفة لكونه صنيعة الأتراك.
.
حدث في 22 جمادى الاخرة 334هـ الموافق 29/1/946م, أن قام المستكفي بالتخطيط للقضاء على نفوذ الديلم, فقام بعمل دعوة كبيرة حضرها جماعة من قواد الديلم والأتراك, ليقوم بقتلهم بعد ان يتجمعوا في مكان واحد (علي شاكلة مذبحة القلعة بعد ذلك في مصر) , وكان كبار المساعدين للمستكفي هم امرأة تدعى "علم القهرمانة" وابو احمد الشيرازي الكاتب, ولكن خطته كشفت وسيق الخليفة ماشياً إلى دار معز الدولة فاعتقل بها ، وسملت عينا المستكفي (أي فقعت وأصبح كفيفا) وأودع السجن , وأحضر أبو القاسم الفضل بن المقتدر فبويع بالخلافة ، أما المستكفي فلم يزل مسجوناً حتى كانت وفاته في سنة 338هـ , كما يأتي ذكره في الفصل الثالث والعشرون التالي.
.
المراجع:
إبن كثير في كتابه (البداية والنهاية)
ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء)
تامر الزغاري في كتابه (العهد العباسي)