مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

الفصل الواحد والثلاثون - خلافة المقتفي لأمر الله من الباب الثاني - الخلافة العباسية

ستقرأون في هذا الفصل الـ 31 .. كيف أعاد الخليفة العباسي الواحد والثلاثون "المقتفي لأمر الله" الروح والهيبة للخلافة العباسية , بعدما قضي بشكل كامل على نفوذ السلاجقة
, وعادت بغداد و العراق إلى يد الخليفة و لم يبق له منازع وكانت قبل ذلك -أي الخلافة- إبتداء من خلافة المقتدر إلى عهده الحكم فيها للمتغلبين من الملوك وليس للخليفة معهم إلا اسم الخلافة .. تابعونا

.
دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الثاني - الخلافة العباسية الفصل الواحد والثلاثون / خلافة المقتفي لأمر الله)
من هو الخليفة المقتفي لأمر الله؟... 
هو ابو عبدالله محمد بن احمد المستظهر بن عبدالله المقتدي وهو الخليفة العباسي الواحد والثلاثون, ولد في بغداد في 22 ربيع الاول 489ه الموافق 20/3/1096م وتوفي في 2 ربيع الاول 555 ه الموافق 13/3/1160م, وامه -أم ولد (ذلك إصطلاح أطلق علي الجاريات والمحظيات عندما يلدن ولا يعني الإصطلاح ولد واحد فقد يكون أكثر من ولد وليس شرطا أن يكون ذكرا , أم زوجة الخليفة الحرة عندما تنجب يطلقون عليها إصطلاح "أم البنين") وهي ست السادة نسيم الحبشية ومن اسمائها ياعي, ودامت خلافته من عام 532ه الموافق 1138م الى ان توفي في عام 555ه الموافق 1160م.
.
سماته وصفاته:
قال ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء): كان أسمر آدم، مجدور الوجه، مليح الشيبة وكان عالما أديبا شجاعا حليما دمث الأخلاق كامل السؤدد خليقا للإمامة قليل المثل في الأمة لا يجري في دولته أمر ـ و إن صغر ـ إلا بتوقيعه و كتب في خلافته ثلاث ربعات و سمع الحديث من مؤدبه أبي البركات بن أبي الفرج بن السني.
.
قال ابن السمعاني رحمة الله في المقتفي لأمر الله رحمة الله:كان محمود السيرة، مشكور الدولة، يرجع إلى دين وعقل وفضل ورأي وسياسة. جدد معالم الإمامة، ومهد رسوم الخلافة، وباشر الأمور بنفسة، وغزا غير مرة، وامتدت أيامه.
.
قال أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي في كتاب المناقب العباسية : كانت أيام المقتفي نضرة بالعدل (مليئة بالعدل) زاهرة بفعل الخيرات و كان على قدم من العبادة قبل إفضاء الأمر إليه و كان في أول أمره متشاغلا بالدين و نسخ العلوم وقراءة القرآن و لم ير مع سماحته و لين جانبه و رأفته بعد المعتصم خليفة في شهامته و صرامته و شجاعته مع ما خص به من زهده و ورعه و عبادته و لم تزل جيوشه منصورة حيث يممت
.
قال ابن الجوزي : من أيام المقتفي عادت بغداد و العراق إلى يد الخلفاء و لم يبق له منازع و قبل ذلك من دولة المقتدر إلى وقته كان الحكم للمتغلبين من الملوك و ليس للخليفة معهم إلا اسم الخلافة و من سلاطين دولته السلطان سنجر صاحب خراسان و السلطان نور الدين محمود صاحب الشام و كان جوادا كريما محبا للحديث وسماعه معتنيا بالعلم مكر ما لأهله
.
و لما عاد المقتفي الإمام أبا منصور الجواليقي النحوي ليجعله إماما يصلى به دخل عليه فما زاد على أن قال : السلام على أمير المؤمنين و رحمه الله ـ و كان ابن التلميذ النصراني الطبيب قائما ـ فقال : ما هكذا يسلم على أمير المؤمنين يا شيخ فلم يلتفت إليه ابن الجواليقي و قال : يا أمير المؤمنين سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية و روى الحديث ثم قال : يا أمير المؤمنين لو حلف حالف أن نصرانيا أو يهوديا لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه لما لزمته كفارة لأن الله ختم على قلوبهم و لن يفك ختم الله إلا الإيمان فقال المقتفي : صدقت و أحسنت وبهذا ألجم المقتفي ابن التلميذ بحجر مع غزارة أدبه 
.
توليه الخلافة
بويع له بالخلافة في 8 ذي الحجة سنة 530هـ. (7 سبتمر 1136) عند خلع ابن أخيه وعمره أربعون سنه ولكن خلافته لم تصبح شرعية الا بعد مقتل الخليفة الراشد في 16 رمضان 532ه الموافق 28/5/1138م, وسبب تلقيبه بالمقتفي أنه رأى في منامه قبل أن يستخلف بستة أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول له سيصل هذا الأمر إليك فاقتف لأمر الله فلقب المقتفي لأمر الله , وينسب للمقتفي القضاء بشكل كامل على نفوذ السلاجقة.
.
نهاية نفوذ السلاجقة
بعد خروج الخليفة الراشد من بغداد قم السلطان مسعود بمصادرة جميع ما في دار الخلافة من دواب وأثاث وذهب وستور وسرادق ولم يترك في إصطبل الخلافة سوى أربعة أفراس وثمانية أبغال , إلا أن المقتفي كان حليما شجاعا ظل يعمل سرا إلي ان مات مسعود فبدأ المقتفي بالعمل العلني في الاعداد للمعركة التي خاضها قبله المسترشد والراشد في انهاء نفوذ السلاجقة, واتت الفرصة الذهبية حينما انسحبت الفرق السلجوقية من بغداد بسبب الحروب بين الامراء السلاجقة فقام المقتفي بمساعدة الوزير ابن هبيرة بتجنيد الجند وبناء جيش خالي من العنصر التركي, وقام بتحصين بغداد وتقوية خطوط دفاعها, ثم قطع الخطبة للسلاجقة, فما كان من محمد السلجوقي الا ان قام بحصار بغداد ولكن الحملة لم تفلح في إرجاع نفوذهم و باءت بالفشل.
.
قام المقتفي بتحطيم زجاجات الخمور من مساكن أصحاب السلطان، وأرسل الجنود، فاستولت على سائر البلاد العراقية مثل الحلة وواسط وغيرها، وخرج بنفسه مع الجنود يباشر الحرب بنفسه، يبث الحماسة في جنده، وعادت مقاليد السلطة في بغداد والعراق من يد السلطان إلي يد الخليفة العباسي، وهكذا أصبح المقتفي أول من سيطر على العراق بعيدًا عن سيطرة السلاجقة، وعاصر حروب آل زنكي ضد الصليبيين. وفي العراق كان لا يجري أمر إلا بأمره وتوقيعه.
قال جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء): سيطر المقتفي على كافة امور الخلافة واعاد الأقاليم لامرته وقاد الجيوش المظفرة وانتصر على اعدائه واشتدت شوكته وعظم سلطانه وامر ونهى ولم ترد له راية إلى ان توفي وهو في هيبة وعلو.
.
وفاته
توفي الخليفة محمد المقتفي بمرض التراقي في 2 ربيع الاول 555ه الموافق 13/3/1160م , عن عمر يناهز 66 عاما ، فكانت خلافته 24 سنة وثلاثة أشهر و 16 يومًا, و في هذه السنة بويع المستنجد بالله أمير المؤمنين واسمه يوسف .. تابعونا في الفصل الثالث والثلاثون - خلافة المستنجد بالله - من الباب الثاني "الخلافة العباسية" 
.
المراجع:
ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتابه (سير اعلام النبلاء)
أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي في كتابه (المناقب العباسية)
بن الجوزي أبو الفرج في كتابه (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم)
جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء)
ابن الأثير في كتابه ( الكامل في التاريخ)