مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

الفصل الخامس والثلاثون - خلافة خلافة محمد الظاهر بأمر الله .. من الباب الثاني - الخلافة العباسية

.ستقرأون في هذا الفصل الـ 35 من الباب الثاني "الخلافة العباسية" .. سيرة الخليفة محمد الظاهر بأمر الله رقم 35 من مجموع الخلفاء العباسيين وعددهم 37 والذي لم تدم
خلافته سوي تسعة أشهر وأربعة عشر يوما, ورغم ذلك أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنة العُمَرين (عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز الأموي) في العدل والإحسان, وقد بكاه الخاصة والعامة, وكثر التأسف عليه لحسن سيرته، وقصر مدته رحمه الله .. تابعونا
.
دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الثاني - الخلافة العباسية الفصل الخامس والثلاثون / خلافة محمد الظاهر بأمر الله)
من هو الخليفة محمد الظاهر بأمر الله؟... 
هو أبو نصر محمد بن الخليفة الناصر لدين الله العباسي الهاشمي القرشي، وهو الخامس والثلاثون من خلفاء الدولة العباسية, ولد في بغداد في عام 571ه الموافق 1175م حسب أغلب المصادر, اما أمه فكانت تركية الأصل وهي أم ولد, ولم تتوفر معلومات وافيه عن زوجات الخليفة سوى ذكر المصادر لاثنين من حظايا الخليفة
وهما باب جوهر ،وحياة خاتون, وأنجب الظاهر أبناء عدة ،وثلاثة بنات، واشتهر من أبنائه ولده ابو جعفر المنصور الذي تولي الخلافة بعده،فضلاً عن ولده الآخر أبي القاسم احمد الذي قدر له إعادة إحياء الخلافة العباسية في مصر عام بعد سقوطها في بغداد على يد المغول عام 658هـ - 1260م 
.
سماته وصفاته:
نشأ تنشأة علمية بفضل عناية والده الناصر بأمر الله وكان تعليمه على خيرة مشايخ العلم وحصل علي إجازة أو تصريح من والده لرواية الحديث الشريف، فنهل من علمه أعلام المعرفة آنذاك.
قال إبن الأثير: كان نعم الخليفة خشوعا وخضوعا لربه ، وعدلا في رعيته ، وازديادا في وقت من الخير ، ورغبة في الإحسان . 
قال ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء): كان أبيض جميل الصورة، مشربا حمرة، حلو الشمائل، شديد القوى.
قال أبو شامة : كان أبيض جميل الصورة ، مشربا حمرة ، حلو الشمائل ، شديد القوى 
.
توليه ولاية العهد:
تقلد الظاهر ولاية العهد مرتين في حياة والده المرة الأولى عام 585هـ/1189م إلا
انه خلع وتم تعيين اخيه علي محله وذلك عام 601هـ /1204 م،وأعيدت له ولاية العهد للمرة الثانية بعد وفاة اخيه عام 618ه/1221م وهو في سجن والده لتوتر العلاقة بينهما،لذا لقب نفسه بالظاهر باالله أو الظاهر بأمر االله لان أباه أراد عزله عن الخلافة إلاانه ظهر ووليها بـأمر االله.
.
توليه الخلافة:
تولى الخلافة بعد ان توفي ابيه الخليفة احمد الناصر في 29 رمضان 622ه الموافق 4/10/1225م, وكانت البيعة العامة في عيد الفطر, وكان عمره حينها 52 سنة.فحكم باعتدال أكثر من أبيه, إذ قام بتقليل الضرائب وبنى جيشاً قوياً.
قال عنه ابن الأثير: «لما ولي الظاهر الخلافة أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنة العُمَرين (عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز الأموي)، فلو قيل: إنه ما ولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القائل صادقًا»، ومما حكي عن عدله أن صاحب الديوان قدم من واسط ومعه أزيد من مائة ألف دينار من ظلم، فردها على أربابها، وأخرج أهل الحبوس (المساجين). وكان كريما على العلماء والصلحاء، فيروى عنه أنه فرق ليلة عيد النحر مائة ألف دينار عليهم، وقيل له: «هذا الذي تخرجه من الأموال لاتسمح نفس ببعضه»، فقال: «أنا فتحت الدكان بعد العصر فاتركوني أفعل الخير فكم بقيت أعيش؟». وقد روى الحديث عن والده بالإجازة، وروى عنه أبو صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلي.
.
سيرته:
 على الرغم من قصر مدة خلافته إلا أن الظاهر أحسن السيرة خلالها وترك آثار إصلاحاته بشكل ملموس، وفي مختلف الميادين، فنجده قد اقر اغلب أرباب المراتب في دولة ابيه، وحرص على تعديل بعض سلوكياتهم في العمل من خلال توجيه التوصيات لهم بأسلوب الترغيب والترهيب, وشهد الجانب الاقتصادي إصلاحات جذرية في عهده فعمد إلى تطهير واردات بيت المال من الزيادات غيرالمشروعة، وخفف مقادير الخراج من خلال إلغائه الزيادة قي الخراج التي أُستحدثت في عهد ابيه ،وأعاد الناس إلى الخراج القديم،وخفف من معاناة الناس في بعض الأنحاء بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية ،فأمر بتخفيض الأسعار وأطلق الغلة فرخُص السعر لاسيما في الموصل والجزيرة،واعفى التجار من بعض المستحقات.
.
وفاته:
توفي بعد تسعة أشهر وأربعة عشر يوما من حكمه في 13 رجب 623ه الموافق 10/7/1226م. وخلفه ولده المستنصر بالله أبا جعفر. 
.
تواترت روايات ابن الأثير التي ظهر من خلالها تثمينه لعهد خليفته،ووفائه لعهد عاش في كنف رعاية ولي أمره،وهو الظاهر باالله،الذي استكثره على الزمان الذي عاش فيه لشرف سيرته وفضلها،فأظهر التأسف لانتهاء عهده،عندما قال:((ولم أزل علم الله سبحانه ،مذ ولي الخلافة ،أخاف عليه قصر المدة لخبث الزمان وفساد أهله، وأقول لكثير من أصدقائنا، وما أخوفني أن تقصر مدة خلافته ،لان زماننا وأهله لا يستحقون خلافته،فكان كذلك))
 .
 وقد اتفق الحموي مع ابن الأثير في ميدان إعجابه بسيرة الخليفة وانجازاته،وهو ممن عاصر عهد الظاهر،فأطرى عليه الإطراء الجميل،في قوله: ((كان عادلاً،دياناً، كريماً ورعا ًفي زمانه...طابت قلوب الناس به،وسار سيرة حسنة رحمه االله))
 .
 وأضاف أبو شامة قائلاً ما نصه: ((لما بويع أحسن إلى الناس...فقابل الإساءة بالإحسان))
 .
 ونقل لنا الغساني موقف الناس من وفاة الخليفة الظاهر ،إذ قال: ((فكثر التأسف عليه لحسن سيرته، وقصر مدته...عامله االله بما هو أهله...))
.
المراجع:
ابن الأثير في كتاب ( الكامل في التاريخ)
ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء)
جلال الدين السيوطي في كتابه (تاريخ الخلفاء)
أبو شامة،شهاب الدين عبد الرحمن عبد الرحمن بن إسماعيل