مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" 1-3 لمؤلفه عبد المنعم مالخن


دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" تحت الطبع لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الأول - الخلافة الأموية - الفصل الثالث) .. 

.
سترون في هذا الفصل كيف كانت الخلافة سببا في صراع محتدم بين أمراء وسادة بني أمية , وكيف كان العهد بينهم غير مسئول , وكيف آل المآل بقتل ذوي النسب والأرحام غيلة وغدرا كما فعل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان مع عمرو بن سعيد الأشدق دون ما مراعاة لوشيجة النسب التي تربطه وإياه , وكان عشق الخلافة وإن شئت قل عبادة كرسي الخلافة وما تتسم به من ملك وسلطان هو الدافع لكل هذه المآسي الذي سنتحدث عنها في الفصول القادمة بإذن الله. 
.
يقول فيما يقول المؤرخون وتذكره كتب التراث أن عبد الملك بن مروان لم تتوفر فيه أية نزعة شريفة أو صفة كريمة فقد كان ـ فيما أجمع عليه المؤرخون ـ قد اتصف بأخس الصفات وأحطها ومن بينها :
.
1 ـ الجبروت :
كان عبد الملك طاغية جبارا ، ويقول فيه المنصور : كان عبد الملك جبارا لا يبالي ما صنع وكان فاتكا لا يعرف الرحمة والعدل ، وقد قال : في خطبته بعد قتله لابن الزبير : لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه ولقد تخلى عن ذكر الله ، وأمن مكره ، وعقابه ، وهو أول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء.
.
٢ ـ الغدر :
الغدر كان من أحط الصفات في عبد الملك بن مروان , ونعود إلي الوراء قليلا , 
فبعد أن تنازل الخليفة الشابة معاوية بن يزيد بن معاوية وموته , لم يرض 
الأمويون بخلافة خالد بن يزيد بن معاوية لصغر سنه، وسعى من بني أمية مروان بن الحكم وعمرو بن سعيد الأشدق للخلافة , وهنا رأت القبائل الموالية للأمويين، أن تجتمع في الجابية (الجابيه موقع تاريخي في سوريا ويعرف اليوم بتل الجابية) لجمع كلمتهم على رجل واحد، واتفقوا على أن تكون الخلافة لابن الحكم ومن بعده لخالد بن يزيد ومن بعده لعمرو الأشدق , وقبل أن يتوفي مروان نكث بالعهد ونقض إتفاق "الجابية" ونحي خالد والأشدق ، وحبا وطمعا في الخلافة لإبنائه أخذ البيعة لولده عبد الملك ومن بعده عبد العزيز، وهو ما رفضه عمرو بن سعيد، فخرج على عبد الملك، إلا أن الأخير غدر به، فقُتل سنة (70هـ - 689 م) بعد أن أعطاه الأمان وعلي أن تكون الخلافة له من بعده إلا أنه خان بعهده فغدر به ، وقتله ورمى برأسه إلى أصحابه من أعلي القصر ( أصحاب عمرو بن سعيد الأشدق) وكانوا خارج القصر والأبواب مغلقة ينتظرون عودته) , وفي هذه الأثناء قام عبد العزيز بن مروان شقيق عبد الملك وأخذ المال فيما يشبه "الشكارة" بمفهوم هذه الأيام فجعل يلقي ما بها من دنانير إلى الناس ، فلما رأى الناس الرأس والأموال انتهبوا إلي الأموال فجعلوا يلتقطونها ثم أنصرفوا ، ثم أمر عبد الملك بتلك الأموال فجبيت من الناس حتى عادت إلى بيت المال , وأذا بحثت عن سبب كل هذه المآسي ستجد الخلافة كنظام للحكم هو السبب بلا أدني شك لأن مفهوم الخلافة كان ومازال هو ملك عضيد وسلطان أكيد وأموال تزيد وجواري وغلمان عبيد.
.
٣ ـ القسوة والجفاء :
من الصفات البارزة في عبد الملك القسوة والجفاء فقد انعدمت من نفسه الرحمة والرأفة ، فكان فيما يقول المؤرخون : قد بالغ باراقة الدماء وسفكها بغير حق ، وقد اعترف بذلك ، فقد قالت له أم الدرداء : بلغني أنك شربت الطلى ـ يعني الخمر ـ بعد العبادة والنسك ، فقال لها غير متأثم :
« اي والله والدماء شربتها ».
.
وقد نشر الرعب والحزن والحداد في بيوت المسلمين أيام حكمه الرهيب فقد خطب في يثرب بعد قتله لابن الزبير خطابا قاسيا أعرب فيه عما يحمله في قرارة نفسه من القسوة والسوء قائلا :
« إني لا اداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم .. »
هذه بعض صفات عبد الملك وملامح شخصيته ، وهي تنم بلا أدني شك عن انسان لا عهد له بالمثل والقيم الكريمة إلي جانب بخله وشحه حتي كان الناس يسمونه "رشح الحجارتة" لشدة بخله.
.
نقله الحج إلى بيت المقدس:
خاف عبد الملك بن مروان أن يتصل عبد الله ابن الزبير الذي كان كرسي الخلافة في مكة , وهي الخلافة التي كانت تشمل الحجاز والعراق , خاف أن يتصل بأهل الشام فيفسدهم عليه إذا هم ذهبوا للحج فمنعهم من الحج ، فقال له المسلمون: 
أتمنعنا من الحج وهو فريضة فرضها الله ، فقال لهم: قال ابن شهاب الزهري 
يروى عن رسول الله (ص) انه قال : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس , وصرفهم بذلك عن الحج إلى بيت الله الحرام ، وغير بصلته إلى بيت المقدس , وقد استغل الصخرة التي فيه ، وقد روى فيها أن رسول الله (ص) قد وضع قدمه عليها 
حين صعد إلى السماء , فأقامها لهم مقام الكعبة فبنى عليها قبة وعلى فوقها ستور الديباج ، وأقام لها سدنة ، وأمر الناس أن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة.
.
انتقاصه لسلفه:
وانتقص عبد الملك سلفه من حكام بني أمية ، وقد أدلى بذلك في خطابه الذي ألقاه في يثرب ، فقد جاء فيه : « إني والله ما أنا بالخليفة ، المستضعف ـ يعني عثمان ـ ولا بالخليفة المداهن ـ يعني معاوية ـ ولا بالخليفة المأفون ـ يعني يزيد ـ » , وعلق ابن أبي الحديد في (شرح ابن أبي الحديد ٢ / ٥٣) على هذه الكلمات بقوله « وهؤلاء سلفه وأئمته ، وبشفعتهم قام ذلك المقام ، وبتقدمهم وتأسيسهم نال تلك الرئاسة ، ولولا العادة المتقدمة ، والأجناد المجندة والصنائع القائمة ، لكان أبعد خلق الله من ذلك المقام ، وأقربهم إلى المهلكة إن رام ذلك الشرف ... ». 
.
والي اللقاء في الفصل الرابع من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" ونتكلم فيه عن أخطر ما قام به عبد الملك بن موان وهو ولايته للحجاج بن يوسف الثقفي ، فقد عهد بأمور المسلمين إلى هذا الانسان السفاح الذي هو من أقذر من عرفته البشرية في جميع مراحل التأريخ ... تابعونا
.
مراجع الفصل الثالث:
شرح ابن أبي الحديد ٢ / ٥٣.
تأريخ اليعقوبي ٣ / ٤.
تأريخ ابن كثير ٨ / ٢٦٠.
تأريخ ابن كثير ٨ / ٢٦٠ 
النزاع والتخاصم للمقريزي ( ص ٨ ).