مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

"مآسي الخلافة كنظام للحكم .. الباب الثاني - الفصل الثالث: (خلافة محمد المهدي) لمؤلفه عبد المنعم الخن


دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" تحت الطبع لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الثاني - الخلافة العباسية - الفصل الثالث: خلافة محمد المهدي) 

.
من هو الخليفة محمد المهدي؟:..
هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد الكامل بن علي السجاد, وهو الخليفة العباسي الثالث, ولد محمد المهدي في الحميمه في عهد الخليفة الأموي مروان بن محمد سنة126هـ/744م وقيل ولد بايذج من كور الاهواز في عام 125ه الموافق 743م في نفس السنة التي توفي فيها جده الامام محمد الكامل فسمي باسمه , وأمه هي أم موسى بنت منصور الحميرية حفيدة اخر ملوك اليمن, ودامت خلافته من 6 ذي الحجة سنة 158ه الموافق 7/10/775م.
قال ابن الاثير في كتاب ( الكامل في التاريخ): كان المهدي أبيض طويلا وقيل بإحدى عينيه نكتة بياض.
.
قصة بيعة المهدي:
لم يكن المهدي هو ولي العهد بعد أبيه أبو جعفر المنصور , ذلك أن كان أبو العباس السفاح قد عقد البيعة لأبي جعفر المنصور ثم لعيسي بن موسى بن محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس ابن أخي السفاح والمنصور , فلما ولي المنصور كلم عيسى بن موسى في ذلك فلم يجبه إلى طلبه لكن المنصور أصر عليه وأحضر ولد عيسي بن موسي ووضع السيف علي رقبة الصبي وهدد أبو جعفر ولي العهد الشرعي عيسي بن موسي بأنه سيقطع رقبة ولده إن لم يتنازل عن ولاية العهد فما كان من عيسي بن موسي إلا أن خلع نفسه وبويع للمهدي من بعد أبيه في سنة 147هـ وقد اختلف في السبب الذي من أجله خلع عيسى بن موسى نفسه ولكن معظم الروايات تؤكد علي ما ذكرناه.
.
أعماله المهدي قبل توليه الخلافة:
كان قد تولي في عهد ابيه المنصور ولاية طبرستان , كذلك أرسله أبوه لمواجهة والي خراسان عبد الجبار لما خرج علي طاعة الخليفة أبي جعفر سة 141هـ على رأس جيش وأمره بنزول الري فسار المهدي ووجه خازم بن خزيمة بين يده لحرب عبد الجبار وسار المهدي فنزل نيسبور ولما بلغ ذلك أهل مرو ساروا إلى عبد الجبار وقاتلوه وسلموه إلى خازم فحمله إلى المنصور وعاقبه المنصور وضرب عنقه.
ذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ: أنه لما استطاع المهدي هزيمة عبد الجبار بغير مشقة ولا تعب ولا بقتال مباشر كره المنصور فكتب إليه أن يغزو طبرستان.
.
خلافة محمد المهدي:
لما مات الخليفة أبو جعفر المنصور أبوه بمكة في 6 ذي الحجة سنة 158هـ الموافق 7/10/775 أخذت البيعة للمهدي من رؤوس بني هاشم والقواد الذين هم مع المنصور في الحج قبل دفنه، وبعث الربيع الحاجب بالبيعة مع البريد إلى المهدي وهو ببغداد، فدخل عليه البريد بذلك يوم الثلاثاء النصف من ذي الحجة، فسلم عليه بالخلافة وأعطاه الكتب بالبيعة، وبايعه أهل بغداد، ونفذت بيعته إلى سائر الآفاق.
وذكر ابن جرير: أن المنصور قبل موته بيوم تحامل وتساند واستدعى بالأمراء فجدد البيعة لابنه المهدي، فتسارعوا إلى ذلك وتبادروا إليه.
وقال السيوطي كان جوادا ممدحا مليح الشكل محببا إلى الرعية حسن الاعتقاد
.
كان المهدي محمود السيرة محببا إلى الرعية، حسن الـخَلق والـخُلق، جواداً، وكان يجلس للمظالم إلا حياء منهم لكفى. وفى عهده فتحت إربد من الهند وكثرت الفتوح بالروم كما بنى جامع الرصافة. استمر انتعاش بغداد في وقته وازدادت شهرتها واستقطبت المزيد من المهاجرين إليها من شتى الأعراق والأديان حتى يقال أنها كانت أكثر مدن العالم سكانا في ذاك الوقت. ازداد نفوذ البرامكة في عصره، قال عنه الذهبي: «هو أول من عمل البريد من الحجاز إلى العراق وقد جد المهدي في تتبع الزنادقة وإبادتهم والبحث عنهم في الآفاق والقتل على التهمة وأمر بتصنيف كتب الجدل في الرد على الزنادقة والملحدين.
في سنة 159هـ استهلت هذه السنة وخليفة الناس أبو عبد الله محمد بن المنصور المهدي، فبعث في أولها العباس بن محمد إلى بلاد الروم في جيش كثيف، وركب معهم مشيعا لهم، فساروا إليها فافتتحوا مدينة عظيمة للروم، وغنموا غنائم كثيرة ورجعوا سالمين لم يفقد منهم أحد.
.
في سنة 163هـ وكما قال ابن الاثير في كتاب ( الكامل في التاريخ): خرج المهدي لمحاربة الروم فعسكر بالبردان، وجمع العسكر من خرسان وغيرها، فاستخلف على بغداد ابنه الهادي واصطحب معه ابنه الرشيد. فعبر الفرات إلى حلب وجمع من بتلك الناحية من الزنادقة، فقتلهم ومزق كتبهم، ثم حاصروا حصن سمالوا، واستمر الحصار 38 يوما حتى فتحه الله عليهم وفتحوا فتوحات كثيرة.
.
وفي نفس السنة سار المهدي إلى جيحان، وجهز ابنه هارون بالعسكر إلى الغزو، فتغلغل هارون في بلاد الروم، وفتح فتحات كثيرة، ثم عاد سالماً منصوراً.
.
وفي نفس العام أيضا قتل المقنع الخرساني، واسمه عطا، وكان من حديثه، أنه كان رجلاً ساحراً، خيل للناس صورة قمر يطلع ويراه الناس من مسافة شهرين ، وادعى المقنع المذكور الربوبية، وأطاعه جماعة كثيرة، وقال: إن الله عزّ وجل حل في آدم، ثم في نوح، ثم في نبي بعد آخر، حتى حل فيه، وبني قلعة تسمى سنام، بما وراء النهر من رستاق كيش، وتحصن بها، ثم اجتمع عليه الناس وحصروه في قلعته، فسقى نساءه سماً فمتن، ثم تناول منه فمات في السنة المذكورة، لعنه الله، فدخل المسلمون قلعته وقتلوا من بها من أشياعه، وكان المقنع المذكور من أهل مرو وكان مشوّه الخلق أعور قصيراً، وكان لا يسفر عن وجهه، بل اتخذ له وجهاً من ذهب قتقنع به، ولذلك قيل له المقنع.
.
وفي سنة 166هـ عين المهدي وزيره يعقوب بن داود بن طهمان وصارت الأمور إليه وتمكن عنده فحسده أصحاب المهدي، وسعوا فيه حتى أمسكه في هذه السنة، وحبسه، ولم يزل محبوساً إلى خلافة الرشيد، فأخرجه وقد عمي، فلحق بمكة، وكان أصحاب المهدي يشربون عنده، وكان يعقوب ينهي المهدي عن ذلك، فضيق على المهدي حتى أمسكه المهدي وحبسه،.
.
وفاة المهدي: 
توفي المهدي قرب مدينة مندلي العراقية يوم الخميس 22 محرم 169هـ الموافق 3/8/785م 
قال السيوطي : ساق المهدي خلف صيد ، فاقتحم الصيد خربة ، وتبعه الفرس فدق ظهره في بابها ،فمات لوقته ، وقيل مات مسموما. وقال ابن الأثير: كانت خلافته عشر سنين وتوفي وهو ابن 43 سنة وصلى عليه ابنه الرشيد.
.
المراجع:
"سير أعلام النبلاء" للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد
"الكامل في التاريخ" لإبن الأثير
"الانباء في تاريخ الخلفاء" لمحمد بن علي بن العمراني 
"تاريخ الخلفاء" لجلال الدين السيوطي 
"البداية والنهاية" لإبن كثير