مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

"مآسي الخلافة كنظام للحكم .. الباب الثاني - الفصل الرابع: (خلافة محمد موسي الهادي) لمؤلفه عبد المنعم الخن


دراسة تحليلية من كتاب "مآسي الخلافة كنظام للحكم" تحت الطبع لمؤلفه الكاتب المفكر عبد المنعم الخن - (الباب الثاني - الخلافة العباسية - الفصل الرابع : خلافة محمد موسى الهادي .. الخليفة العباسي الرابع) 
.
من هو الخليفة العباسي محمد موسي الهادي؟

هو محمد موسى الهادي بن أبو عبد الله محمد المهدي بن أبو جعفر عبد الله المنصور وامه هي خيزران بنت عطاء , هو من خلفاء الدولة العباسية ببغداد وهو الخليفة الرابع. ولد الهادي بالري سنة 144 هـ\766م. ولي الخلافة بعد وفاة أبيه الخليفة أبو عبد الله محمد المهدي سنة 169 هـ\14 سبتمبر 786م وخلفه أخيه الخليفة هارون الرشيد وعم كلا من : الخليفة أبو عبد الله محمد الأمين والخليفة أبو العباس عبد الله المأمون والخليفة أبو إسحاق محمد المعتصم بالله أولاد هارون الرشيد كما سيرد في الفصل الخامس والسادس والسابع والثامن من الباب الثاني "الخلافة العباسية"
.
توليه الخلافة:
توفي أبوه في 21 محرم 169هـ الموافق 3/8/785م، وكان ولي العهد من بعد أبيه ، لكن كان أبوه قد عزم على تقديم أخيه هارون الرشيد عليه في ولاية العهد ، فلم يتحقق له ذلك حتى مات أبوه بماسبذان في 21 محرم 169هـ ، وكان الهادي إذ ذاك بجرجان حيث كان واليا على جرجان منذ ان فتحها عام 167هـ ، فهم بعض رجال الدولة منهم; الربيع الحاجب وطائفة من القواد على تقديم الرشيد عليه والمبايعة له ، وكان حاضرا ببغداد ، وأغدقوا الأموال علي الجند لذلك تنفيذا لرغبة المهدي في ذلك , فأسرع الهادي السير من جرجان إلى بغداد حين بلغه الخبر ، فوصلها في عشرين يوما فدخل بغداد وقام في الناس خطيبا ، وأخذ البيعة منهم فبايعوه ، وكان عمره عند توليه للخلافة 25 سنة, وبهذا لم يلي الخلافة احدا اصغر منه, واستمر في الحكم سنة واشهر, وتغيب الربيع الحاجب ، فتطلبه الهادي حتى حضر بين يديه ، فعفا عنه وأحسن إليه ، وأقره على وظيفة الحجوبية ، وزاده الوزارة وولايات أخر،
.
صفاته:
قال ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب (سير اعلام النبلاء): وكان أبيض طويلا، جسيما.
وقال الذهبي: وكان يتناول المسكر ويلعب ويركب حماراً فارهاً ولا يقيم أبهة الخلافة وكان مع ذلك فصيحا قادراً على الكلام أديباً تعلوه هيبة وله سطوة وشهامة. وقال غيره: كان جباراً وهو أول من مشت الرجال بين يديه بالسيوف المرهفة والأعمدة والقسي الموترة فاتبعه عماله به في ذلك وكثر السلاح في عصره.كان الهادي أكبر أخوته .وكان نقش خاتمه الله ثقة موسى وبه يؤمن وقد اشتهر بكرمه وجزيل عطائه.
وقيل أنه كان من أفكه الناس مع أصحابه في الخلوة ، فإذا جلس في مقام الخلافة لا يستطيعون النظر إليه; لما يعلوه من المهابة والرياسة ، وكان شابا حسنا وقورا مهيبا 
.
أعماله:
شرع الهادي في مطاردة الزنادقة في كل مكان فقتل منهم طائفة كثيرة، واقتدى في ذلك بأبيه ووصيته له , وقام بإخماد العديد من الثورات والصراعات الحربية الداخلية والخارجية، كان من بينها ثورة قام بها الحسين بن علي بن الحسن في المدينة المنورة, مستغلا سفر والي المدينة لمبايعة الخليفة الهادي والتعزية لوفاة والد الخليفة المهدي, وقام الحسين العابد بأعلان نفسه خليفة في المسجد النبوي في المدينة، واتخذ البياض شعارا, وبايعة جماعة من الناس وقسم اخر من الناس رفض مبايعته وعندما جائوا إلى الصلاة في المسجد النبوي ولوا راجعين عندما شاهدوه, واتخذ وجماعته من المسجد النبوي مقرا له، ومنعوا الناس من الصلاة فيه، ولم يجبه أهل المدينة إلى ما أراده، بل جعلوا يدعون عليه لانتهاكه المسجد، حتى ذكر أنهم كانوا يقذرون في جنبات المسجد، وقد اقتتلوا مع المسودة انصار الخليفة مرات فقتل من هؤلاء وهؤلاء, فاضطر للخروج من المدينة والانتقال الى مكة.
.
وبعد انتقاله الى مكة المكرمة اعاد تنظيم ثورته, وكان الركن الاساسي في ثورته هم العلويين على رأسهم ادريس وسليمان ابناء عبد الله الكامل, وقام الخليفة الهادي بارسال جيش بقيادة موسى بن عيسى العباسي ومحمد بن سليمان بن المنصور الى الحجاز للقضاء على الثورة.
والتقى الجيش العباسي والثوار العلويين في واد الفخ وله اسم اخر وهو واد الزاهر, وكان اللقاء في 8 ذي الحجة 169ه الموافق 11/6/786م, وكانت نتيجة المعركة هو انتصار الجيش العباسي ومقتل الحسين العابد قائد الثورة وعدد كبير من رجاله بينهم سليمان بن عبدالله الكامل, ونجاة ادريس بن عبدالله الكامل عم الحسين بن علي وهرب الى المغرب وأسس هناك نواة الدولة الأدارسة إلا أنه قتل بعد هروبه الذي أستمر تسعة أشهر وثمانية عشر يوما.
.
قال امل العلمي في كتاب (عقد فريد في تاريخ الشرفاء التليد): قلنا أن من ولد علي العابد بن الحسن المثلث العلوي، الحسين بن علي وهو الشهيد صاحب فخ، خرج ومعه جماعة من العلويين زمن الهادى موسى بن المهدى بن المنصور بمكة، وجاء موسى بن عيسى بن علي ومحمد بن سليمان بن المنصور فقتلاهم بفخ سنة تسع وستين ومائة 169 ه، وحملا رأسه إلى الهادى فأنكر الهادى فعلهما وإمضاءهما حُكم السيف فيهم دون رأيه.
.
وفاته
توفي الهادي في ربيع الآخر عام 170 هـ ، واختلف في سبب موته فقيل إنه أصابته قرحة في جوفه ، ويرى بعض المؤرخين أن وفاة الهادي كانت وفاة طبيعية، بينما يرى البعض أنه اغتيل من قبل الخيزران أمه وأم هارون الرشيد التي أمرت جواريها أن يقتلنه فخنقنه ، ويعتقد أن سبب الاغتيال هي رغبة الهادي خلع أخيه هارون الرشيد من ولاية العهد، وجعلها لابنه جعفر.وتوفي الهادي عام 170 هـ\787م. رحمه الله.
.
المراجع
إبن كثير في "البداية والنهاية" الجزء 13 صفحة 553
ابو عبد الله شمس الدين الذهبي في كتاب "سير اعلام النبلاء" 
السيوطي, جلال الدين في "تاريخ الخلفاء"
امل العلمي في كتاب "العقد فريد في تاريخ الشرفاء التليد"
الهادي العباسي - الأعلام، خير الدين الزركلي، 1980