المسيح الدجال أو الكذاب هو لقب لرجل يعد من علامات الساعة الكبرى عند المسلمين , وعند المسيجيين هو عدو للمسيح ويتشبه به بطريقة خادعة.
.
يقول الإمام الرازي :
" وأمّا المسيح الدجّال فإنّما سُمّي مسيحاً لأحد وجهين
أولهما : لأنّه ممسوح العين اليمنى، وثانيهما : لأنّه يمسح الأرض أي يقطعها في زمن
قصير لهذا قيل له: دجّال لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها، وقيل سُمّي دجّالاً من
قوله : دَجَلَ الرجلُ إذا مَوَّه ولبَّس ".
.
والمصادر الإسلامية عند أهل السنة غنية بأخبار وأحاديث الدجال . وقد كثرت القصص والاقاويل والاحاديث عن قصه الاعور الدجال فمنها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعييف وبعضها من الاسرائيليات والاحاديث الموضوعه التى ليس لها اي سند وان افضل طريقه لقرائتها ما كتب في صحيح البخاري وصحيح مسلم عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
.
في صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3439
ذكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومًا بين ظهريِ الناسِ المسيحَ الدجالَ، فقال: إن اللهَ ليس بأعورَ، ألا إن المسيحَ الدجالَ أعورُ العينِ اليمنى ، كأن عينَه عنبةٌ طافيةٌ ، وأراني الليلةَ عند الكعبةِ في المنامِ، فإذا رجلٌ آدمُ ، كأحسنِ ما يُرى من أُدْمِ الرجالِ تَضرِبُ لِمَّتُه بين مَنكَِبيه، رَجِلُ الشعرِ، يَقطُرُ رأسُه ماءً، واضعًا يديه على مَنكِبي رجلين وهو يطوفُ بالبيتِ، فقلتُ: من هذا ؟ فقالوا: هذا المسيحُ بنُ مريمَ، ثم رأيتُ رجلاً وراءَه جعدًا قطِطًا، أعورَ العينِ اليمنى, كأشبَهِ من رأيتُ بابن قطَنٍ ، واضعًا يديه على مَنكَبي رجلٍ يطوفُ بالبيتِ، فقلتُ: من هذا ؟ قالوا: المسيحُ الدجالُ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3439 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
.
في صحيح مسلم - رقم 6799
ذكر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومان بين ظهرانَي الناسِ ، المسيحَ الدَّجالَ . فقال إنَّ اللهَ تبارك وتعالى ليس بأعورَ . ألا إنَّ المسيحَ الدَّجالَ أعورُ عينِ اليمنى . كأنَّ عينَه عنبةٌ طافيةٌ قال : وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أُراني الليلةَ في المنامِ عند الكعبةِ . فإذا رجلٌ آدمُ كأحسنِ ما ترى من أدمِ الرجالِ . تضربُ لمتُه بين منكبَيْه . رَجِلُ الشعَرِ . يقطرُ رأسُه ماءً . واضعًا يديْه على منكبي رجلين . وهو بينهما يطوفُ بالبيتِ . فقلتُ : من هذا ؟ فقالوا : المسيحُ بنُ مريمَ . ورأيتُ وراءَه رجلًا جعدًا قططًا . أعورَ عينِ اليمنى . كأشبَهِ من رأيتُ من الناسِ بابنِ قَطَنٍ . واضعًا يديهِ على منكبي رجلين . يطوفُ بالبيت . فقلتُ : من هذا ؟ قالوا : هذا المسيحُ الدَّجالُ .
الراوي : عبدالله بن عمر
المحدث : مسلم
المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 169
| خلاصة حكم المحدث : صحيح |
.
و قد اعتقد الناس زمن الصحابة أن ابن صياد هو الدجال:
وقد ثبت في مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يشك في شخصا من يهود المدينة
يقال له صافي بن صياد أنه هو الدجال وعندما زاد وكثر شك النبي خرج بنفسه ليتأكد هل
هذا الرجل فعلا هو الدجال أم لا؟ فخرج عليه الصلاة والسلام وخرج معه الفاروق عمر ابن
الخطاب ووصل إلى حصن ابن صياد. قال عمر : فتعجبت عندما رأيت النبي يتخفى خلف
الأشجار وينتقل مسرعا من شجرة إلى أخرى حتى وصل بالقرب من ابن صياد وكان
مستلقيا على الأرض يتمتم بكلمات لا تفهم فأخذ النبي عليه الصلاة والسلام ينصت له
محاولا ان يفهم ما يقول دون فائدة وبينما هم كذلك خرجت من البيت أم ابن صياد وصاحت
تقول يا صافي هذا محمد فثار ابن صياد فقال النبي لو تركته (أي لو لم تصيح) لظهر لي
أمره وبانت حقيقته هل هو الدجال أم لا. فقام النبي يسأله يابن صياد أتشهد أني رسول الله
فقال أشهد بأنك رسول الأميين وقال ابن صياد للنبي عليه الصلاة والسلام أتشهد بأني
رسول الله (والعياذ بالله) فقال آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله ثم قال : يابن صياد قد
خبأت لك خبأه (والمعنى انني اخترت لك كلمه في نفسي حاول أن تعرف ماهي) فقال ابن
صياد " الدخ.. الدخ.. الدخ " فقاله له النبي (أخسأ فلن تعدو قدرك) ثم أن عمر سأل النبي
ما خبأت له يارسول الله فقال: خبأت له كلمة " الدخان " وعرف ابن صياد نصفها عندما
قال " الدخ.. الدخ " فقال عمر يارسول الله دعني اقطع عنقه فقال : دعه يا عمر فإذا كان
هو الدجال فلن تسلط عليه وإذا لم يكن هو فلا خير لك في قتله.
.
فأنتشر أمر ابن صياد وشكوك النبي فيه بين الناس حتى ان عمر بن الخطاب كان يقسم امام النبي انه هو الدجال والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينكر عليه. فقام الناس يحذرون ابن صياد.
.
وعن زيد بن وهب قال: (قال أبو ذر لأن أحلف عشر مرات أن ابن صياد هو الدجال أحب إليّ من أن أحلف مرة واحد أنه ليس به) رواه أحمد. وبعد وفاة النبي روى عبد الله ابن عمر ابن
الخطاب ما حادثة حدثت له مع ابن صياد وذلك أن ابن صياد قد كثر ماله وولده حتى أصبح
من أكثر الناس مالا وولدا فرآه عبد الله ابن عمر ومعه مجموعه من الصحابة رضوان الله
عليهم في أحد أزقة المدينة وإذا ابن صياد قد أصبح أعور فتوجه إليه ابن عمر وقال له متى
فعلت عينك ما أرى يابن صياد؟ فقال لا أدري قمت ووجدتها هكذا فقال له ابن عمر لا تدري
عن عينك وهي في رأسك! فقال ابن صياد لو شاء الله لجعلها في عصاك فغضب عليه ابن
عمر وضربه بالعصا التي كانت معه عندها غضب ابن صياد غضبه شديدة وانتفخ انتفاخه
عجيبة لم نر مثلها قال ابن عمر : فتوجهت بعدها إلى بيت أختي حفصة ا (أم المؤمنين
وزوج النبي عليه الصلاة والسلام) وأخبرتها ماحدث لي مع ابن صياد فلامتني على ذلك
وقالت لي ألا تعلم أن النبي قد أخبرنا أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها.
.
ولكن مع تقدم الأيام أسلم صافي ابن صياد وذهب حاجاً إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة وذكر ذلك في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال :
بينما نحن في طريق العودة إلى المدينة من الحج توقفنا وتفرق الناس للراحة ولم يبقى عندي إلا ابن صياد فاستوحشت منه وقلت له لو ذهبت إلى ذلك الظل أريـد ان ابعده عني فلما ذهب ووضع متاعه بعيدا عني رجع إلى ومعه لبن يريدني أن اشرب منه فقلت له ان الحر شديد وهذا اللبن حار لا اريد ان اشربه ومابي من شيء إلا انني أكره أن اشرب من يده فجلس بجانبي وقال لي يا أبا سعيد لقد هممت أن آخذ حبلاً وأعلقه في شجرة وأخنق نفسي فيه مما يقول عني الناس بأني أنا الدجال وانت من صحابة النبي ولا تخفى عليك أحاديثه وهو الذي قال أن الدجال كافرا وانا مسلم وأن الدجال لا يدخل مكة أو المدينة وانا غير ذلك وأن الدجال لا يولد له وأنا لدي الأولاد أما والله أني لا أعلم الدجال ولا أعلم اين هو فقال له أبا سعيد : أيسرك أنك أنت الدجال فقال ابن صياد لو عرض علي لما كرهت. رواه مسلم.
.
المسيح الدجال وفقا للمسيحية:
المسيح الدجال أو المسيخ الدجال، وفقا للمسيحية ، هو شخص ذكر في الكتاب المقدس عدو
للمسيح ويتشبه به بطريقة خادعة. وهي كلمة يونانية مأخوذة من العبرية "المسيح" بمعنى "الممسوح عليه " ويشير إلى يسوع الناصري في اللاهوت المسيحي.
.
مصطلح "المسيح الدجال" ظهر 5 مرات في رسالة يوحنا الأولى والثانية. من العهد
الجديد , مرة واحدة في صيغة الجمع، وأربع مرات في صيغة المفرد.
.
تمّ الإعلان عن المسيح الدجّال من قبل يسوع والرسولين يوحنّا وبولس قبل التطرّق إلى موضوع بحثنا، تجدر بنا الإشارة إلى أنّه باللغة الفرنسية يتكلّم البعض عن Antéchrist، الكلمة التي تعني السابق للمسيح. بينما في الواقع المقصود هو Antichrist، أي المسيح الدجّال، عدو المسيح. فالنص الأصلي في الكتاب المقدّس، الذي كتبه القدّيس يوحنّا باللغة اليونانية، يتكلّم عن Anticristos، ويكشف لنا الصفة المميّزة لهذا العدو للمسيح يسوع، فيقول:
“من هو الكذّاب إلا الذي ينكر أنّ يسوع هو المسيح. هذا هو المسيح الدجّال” (يوحنّا الأولى 2، 22).
.
هكذا، فإنّ “الكذّاب” إذاً ليس الشر بصورة عامة، ولا الإلحاد (عدم الإيمان بالله)، ولا معارضة للألوهية، بل إنكار ومعارضة لتعليم وشخص يسوع، رفض لمسيحيته.
يقول لنا الإنجيل إنّ هذا “الكذاب” يمكنه أن يكون شخصاً واحداً، أو مجموعة أشخاص، “كثير من المسحاء الدجّالين”، أفراد يحرّكهم روح واحد ويتشاركون نفس الهدف المعاكس لهدف يسوع , و.يسوع هو أوّل من حذّرنا من هذا العدو قائلاً:
“انتبهوا لئلا يضلّلكم أحد. سيجيء كثير من الناس منتحلين اسمي فيقولون: أنا هو المسيح! ويخدعون كثيراً من الناس (متّى 24، 4)… فإذا قال لكم أحد: ها هو المسيح هنا، أو ها هو هناك! فلا تصدّقوه، فسيظهر مسحاء دجّالون وأنبياء كذابون، يصنعون الآيات والعجائب العظيمة ليضلّلوا، إن أمكن، حتّى الذين اختارهم الله. ها أنا أنذركم” (متّى 24، 23-25).
.
المراجع:
التفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين
صحيح البخاري لمحمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي
صحيح مسلم لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري.
مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي
يوحنّا الأولى 2، 22).
(متّى 24، 4)
(متّى 24، 23-25).