مطابخ ودواليب حمامات كانديانا

مطابخ ودواليب حمامات كانديانا
قمة التصميم .. فن الإبداع .. روعة الخيال - أنقر علي البرواز لمشاهدة العديد من صور المطابخ

بحث داخل المدونة

من هم البرامكة؟:


يرجع أصل أسرة البرامكة إلى جدهم الأول برمك المجوسي، وكان من سدنة بيت النار وخدامه الكبار، ولا يذكر له إسلامًا، وترتيب هذه الأسرة كما يلي:

برمك المجوسي 
خالد بن برمك [من دعاة الدولة العباسية، وتولى الوزارة في عهد السفاح] 
يحيى بن خالد [أشهر شخصية في الأسرة، ووزير الرشيد وأبوه في الرضاعة 
الفضل بن يحيى [خليفة أبيه والقائد الكبير]
جعفر بن يحيى [نديم الرشيد وسبب النكبة]، 
موسى بن يحيى [القائد الحربي، أشجعهم على الإطلاق]، 
محمد بن يحيى [ليس له كبير ذكر، ولكنه من أسباب النكبة].
.
لقد كانت أسرة البرامكة غرة على جبين الدولة العباسية، لما كان لهم من المآثر والفضائل والسخاء الشديد، والأعمال العظيمة في الدولة، وخاصة أيام الرشيد؛ فالأب يحيى بن خالد كان المسئول عن تربية الرشيد، وزوجته أرضعت هارون الرشيد، وهو الذي حافظ لهارون على ولاية العهد عندما هم الخليفة الهادي بخلع أخيه الرشيد، وهو الذي قام على أمر وزارة الرشيد أفضل قيام حتى فوض الخليفة الرشيد له كل الأمور، أما ابنه الفضل ـ وكان أكبر أخوته ـ كان أخو الرشيد في الرضاعة والمسئول عن تربية الأمين ابن الرشيد، واستطاع أن يقضي على فتنة يحيى بن عبد الله في بلاد الديلم، وولي خراسان وغيرها، واتخذ من جندها جيشًا كبيرًا تعداده 50 ألف جندي، جعل ولاءهم له مباشرة، وسماهم 'العباسية'.
.
أما جعفر سبب النكبة فهو نديم الرشيد وخليله في المجالس، وله من الأعمال الكبيرة أيضًا؛ فهو الذي قضى على العصبية القبلية في الشام سنة 180 هـ، ثم جعل له ولاية خراسان والشام ومصر، وجعله مسئولاً عن تربية ابنه المأمون. أما موسى الأخ الثالث فكان كل همه القتال والغزو بحكم شجاعته الفائقة، وتولى أمر الشام سنة 186هـ، وكانت هذه الشجاعة أحد أسباب نكبتهم؛ حيث غار منه بعض القواد الآخرين وسعوا فيه عند الرشيد.
.
أما محمد الأخ الرابع فليس له ذكر معلوم في التاريخ، إلا أنه كان بعيد الهمة، ودوره في هذه الفترة يحيطه الغموض.
.
* اختلف المؤرخون فيما بينهم في السبب الذي دفع الرشيد بالتخلص من الأسرة البرمكية على الرغم من أعمالهم العظيمة، واختلقت روايات كاذبة عن ذلك، أجمع المحققون على بطلانها، أمثال قصة العباسة أخت الرشيد مع جعفر، ولكن نستطيع أن نلخص من خلال الروايات التاريخية المحققة الأسباب التي أدت بالبرامكة لهذه النهاية الأليمة في الآتي:
.
1 ـ حادثة يحيى بن عبد الله الطالبي: الذي خرج إلى بلاد الديلم ودعا لنفسه هناك، وبايعه كثير من الناس، وقويت شوكته، وذلك سنة 176 هـ، فأرسل إليه الرشيد الفضل بن يحيى، واستطاع الفضل أن يستنزل يحيى بالسلام على أمان له عند الرشيد، وذلك من غير إراقة نقطة دم، وعد ذلك من أفضل أعمال الفضل، وبعد فترة ظهر من يحيى ما أوجب عند الرشيد نقض الأمان، فأمر بحبسه عند جعفر بن يحيى، وفي ذات ليلة اجتمع يحيى مع جعفر، وما زال به حتى أطلقه جعفر وزوده بالمال اللازم لخروجه من بغداد، فوصل الخبر للرشيد، وكان ذلك يعد خيانة عظمى عند العباسيين لشدة خوفهم من الطالبيين (الطّالبيين هم أبناء الإمام عليّ بن أبي طالب) ، فخاف الرشيد من تآمر آل برمك مع الطالبيين من أجل إقصاء العباسيين، فأمر بقتل جعفر وحبس باقي الأسرة.
.
2 ـ الترف الشديد: كان البرامكة يعيشون في ترف شديد جدًا، حتى أنهم كانوا يبنون قصورهم ويضعون على الحوائط بلاط الذهب والفضة، وبنى جعفر بيتًا له كلفه عشرين مليون درهم، وكان الرشيد في سفر ذات يوم، فلم يمر على قصر ولا إقليم ولا قرية إلا قيل له: هذا لجعفر، وعندما عاد الفضل من حربه في الديلم أطلق لمادحيه ثلاثة مليون درهم. وهذا السرف جعل الرشيد يتابعهم في الدوواوين والكتابات، فأكتشف وجود خلل كبير في مصاريف الدولة.
.
3 ـ الفضل بن الربيع: وكان من موالي العباسيين، وكان شديد العداء للبرامكة، ويقال أنه هو الذي سعى بهم عند الرشيد, وأظهر عيوبهم، وغطى محاسنهم، ووضع عليهم العيون، حتى استطاع أن يرصد حادثة هروب يحيى الطالبي عند جعفر، فأخبر بها الرشيد، وزين له أن البرامكة يريدون الخلافة للطابيين.
.
4 ـ أصل البرامكة: حاول بعض المؤرخين الربط بين أصل البرامكة وهم مجوس، وبين ما حدث لهم على يد الرشيد، فيما أنهم حاولوا إظهار الزندقة، وإعادة دين المجوس مرة أخرى، وأنهم أدخلوا النار في الكعبة حتى تعبد هناك، والذي ساعد على ترويج هذه الفكرة مصاحبة جعفر بن يحيى لبعض الزنادقة أمثال أنس بن أبي شيخ الذي قتله هارون الرشيد بيده، ولكن هذا السبب بعيد المأخذ، ولا دليل عليه.
.
5 ـ جيش البرامكة: ولعل هذا السبب هو الأوضح والأقوى مع حادثة يحيى الطالبي، وأصل هذا الجيش كما ذكرنا كونه الفضل بن يحيى من جند خراسان [وتلك البلاد معروفة تاريخيًا بولائها للعباسيين، ولكن ميلهم أكثر للطالبيين وآل البيت]، وتعداده خمسين ألفًا جعل ولاءه له مباشرة دون غيره، ثم استقدم منهم عشرين ألفًا لبغداد وسماهم 'الكرنبية' مما حرك هواجس الرشيد، غير أنه لم يتحرك حتى جاءه خبر من والي خراسان علي بن عيسى بن ماهان أن السبب في اضطراب خراسان هو موسى بن يحيى من بغداد، فتحقق الظن عند الرشيد، واجتمعت عنده كل ما سبق من الأسباب، وعندها قرر الرشيد عند رجوعه من الحج، وفي آخر ليلة من المحرم سنة 187 هـ بالإيقاع بالبرامكة، فأمر بقتل جعفر وصلبه على جسر بغداد، وحبس باقي البرامكة في السجون، والاستيلاء على أموالهم وقصورهم وكل ما لديهم وساموهم في السجن سوء العذاب، وتبدل نعيمهم بؤسًا، وماتوا واحدًا تلو الآخر في السجون.
.
ولقد ظهر من يحيى بن خالد صبر عظيم ورضا بقضاء الله وقدره، ومن عجيب ما يذكر في أسباب هذه الحادثة أن يحيى بن خالد كان يحج ذات مرة، فوقف عند باب الكعبة, ودعا قائلاً: 'الهم إن كان يرضيك عني سلب جميع مالي وولدي وأهلي فافعل ذلك' فكان الأمر كما دعا هو بنفسه , وابلغ ما يقال عن سبب هذا الانقلاب في الحال, هو ما ذكر عن الوزير يحيى البرمكي من سجنه, عندما سئل عن سبب الانقلاب فقال: "لعلها دعوةُ مظلوم ؟! سَرَتْ بليل غَفَلنا عنها! ولم يَغْفُل اللهُ عنها" , وربما كان يقصد بذلك إسرافهم في دماء بني علي وطلبوا الزلفى بتعذيبهم وأعلوا مراتبهم بخفض العصبية الهاشمية واجتثاث الشجرة النبوية , حتي أن جعفر حز رأس حبيسه العلوي عبد الله الشهيد بن الأفطس، إبن عم الرشيد الذي كان قد أمر بحبسه في بيت جعفر , وبعد جز رأسه قام بإهدائه غلي الرشيد في طبق الهدايا، فلما رفع الغطاء من فوق الطبق ورأى الرشيد رأس بن عمه استعظم ذلك، فقال له جعفر: ما علمت أبلغ في سرورك من حمل راس عدوك وعدو آباءك إليك. 
.
وكان الرشيد قد حبسه عند جعفر كما ذكرنا وأمره بأن يوسع عليه. وقال ذات يوم: اللهم أكفنيه على يد ولي من أوليائي وأوليائك. فلم يجد هذا الجعفر الشقي الكفاية إلا بقتله أعزلا لا سيف يذود به عن نفسه وهو الذي شهد وقيعة "فخ" متقلدا سيفين يذود بهما عن سيده. فلما أسر أخذه الرشيد وحبسه عند جعفر ولم يأمر إلا بالتوسع عليه والترفيه عنه فكان من أمره مع جعفر البرمكي ما كان" . 
.
وما زلنا في نكبة البرامكة حيث ذكرت بعض كتب التاريخ أن هارون الرشيد بعد علمه بخطة البرامكة في خلعه والانقلاب عليه قرر ان يتحرك, وكانت خطته تتميز بالمفاجأة والسرعة في التنفيذ, وغادر بغداد الى الانبار التي جعلها مقرا بتنفيذ خطته, وكانت حركته الاولى هو القبض على رأس حربة البرامكة في بغداد وهو جعفر بن يحيى البرمكي حيث أرسل الرشيد مسروراً الخادم ومعه حماد بن سالم في جماعة من الجند فأحاطوا بجعفر البرمكي ليلاً ووقبضوا عليه وتم حبسه في بيت لهارون الرشيد.
.
اما الحركة الثانية فهي القبض على جيش البرامكة في بغداد " الكرنبية", وحبسهم في السجون, ثم القبض على يحيى البرمكي وباقي اولاده وتم حبس يحيى البرمكي في بيت لهارون الرشيد,واما الفضل بن يحيى البرمكي فتم حبسه في بيته.
.
ويستدل المؤرخون علي أن حبس البرامكة في البيوت يدل على ان الرشيد لم يكن ينوي نكبتهم بالشكل الذي تم في النهاية, لكن تحرك انصار جعفر البرمكي في بغداد, جعل الرشيد يشتد في عقاب البرامكة, فأمر الرشيد بقتل جعفر وصلبه على جسر بغداد، وأمر رجاله بالقبض على البرامكة جميعًا، وأعلن ألا أمان لمن آواهم، ونقل يحيى والفضل الى السجون, وحبس باقي البرامكة من الاسرة والانصار في السجون، ومصادرة أموالهم وقصورهم وضياعهم وكل ما لديهم، ومنع الشعراء من رثائهم, وتبدل نعيمهم بؤسًا, وهكذا وفي ساعات قليلة انتهت أسطورة البرامكة, وقد توفي يحيى والفضل في السجن قبل وفاة هارون الرشيد.
المرجع:
مآسي الخلافة كنظام للحكم لعبد المنعم الخن